أكد المشاركون في أشغال الندوة الدولية الأولى حول الامن بإفريقيا.. تحديات.أفاق" المنظمة حاليا بمراكش ،أن الأمن الثقافي يعد ضمانة أساسية لتوطيد اللحمة بين المكونات الإثنية لشعوب القارة الافريقية واستباب الأمن ببلدانها. واعتبر المشاركون في جلسات النقاش المكثفة التي يعرفهاهذا اللقاء الهام (خبراء مدنيون وعسكريون وباحثون ومسؤولون حكوميون...) أن الأمن الثقافي ينبني أساسا على بلورة مشروع وطني حاضن لكل الاثنيات والاعراق والشرائح المجتمعية التي تشكل نواة المجتمعات الافريقية، وذلك على اساس العدالة والمساواة وترسيخ التسامح والحكامة الجيدة. ويرى هؤلاء الخبراء أن تحقيق هذا الأمن من شأنه الحد من التوترات والنزاعات الدموية التي عانت القارة طويلا من مآسيها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية منبهين الى ان هذه الصراعات تذكيها عوامل عدة من ضمنها التقسيم السياسي والترابي الموروث عن فترة الاستعمار والاختلال في توزيع المنافع الوطنية بين المناطق والفئات المجتمعية وعدم تلاؤم بعض الاختيارت الاقتصادية والتنموية مع واقع ومتطلبات عدد من المجتمعات الافريقية. واضافوا أن هذا الوضع يؤدي في حالات عدة الى ضمور الشعور الوطني و تزايد الشرخ الاثني،وتوتير العلاقات بين الدول الافريقية خاصة في المناطق الحدودية المتداخلة،داعين الى تعزيز علاقات حسن الجوار وانتهاج الحوار سبيلا لفض النزاعات عوض اللجوء الى استخدام السلاح. ومن جانب آخر توقف المشاركون مليا عند التهديدين المتعلقين بالانفجار الديموغرافي الذي تعرفه القارة والمخاطر الايكولوجية التي تهدد مواردها الطبيعية والاقتصادية محذرين من العواقب الوخيمة لهذين التهديدين على تلبية الحاجيات المتزايدة للسكان، خاصة في ظل ظاهرة التغيرات المناخية. يشار الى ان هذه الندوة التي تنظمها الفدرالية الافريقية للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية تروم تشجيع الحوار بين ممثلي الدول المشاركة، وذلك بالنظر إلى حجم وطبيعة الرهانات الاقتصادية والبيئية والأمنية بإفريقيا التي تزداد تعقدا وتتطور باستمرار. ويعرف هذا الملتقى مشاركة أزيد من 150 خبيرا وأخصائيا مدنيا وعسكريا، يمثلون 60 بلدا من مختلف أنحاء العالم يناقشون عدة محاور منها "التهديدات والهشاشة الأمنية بإفريقيا" و"الإرهاب الدولي وتأثيره على إفريقيا" و"الوقاية من النزاعات وتدبيرها بإفريقيا" و"حكامة القطاع الأمني بإفريقيا".