عقد المجلس العلمي المغربي لأوروبا، اليوم الجمعة بالرباط دورته العادية الرابعة، التي خصصت لعرض ومناقشة أنشطة المجلس لسنة 2010-2011 ، ومشروع أنشطة المجلس لسنة 2011-2012 . وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس المجلس العلمي الأعلى، السيد محمد يسف، أن انعقاد هذا اللقاء في المغرب يأتي لتأكيد ارتباط المجلس العلمي المغربي لأوروبا بالمجلس العلمي الأعلى، الذي يعد جزءا لا يتجزأ من المؤسسة العلمية المغربية التي يرأسها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس. واستحضر السيد يسف المهام الأساسية المنوطة بالمجلس العلمي المغربي لأوروبا وفي صدارتها السهر على تدين المغاربة في الديار الأوروبية وتذكيرهم بالاختيارات التي ارتضاها أهل المغرب عبر العصور في العقيدة والمذهب والسلوك، ونظام إمارة المؤمنين التي اختارها المغاربة نظاما للحكم منذ أن أشرقت شمس الإسلام على الديار المغربية وحافظوا عليها شكلا ومضمونا. كما شدد على "ضرورة تعبئة الأمة على يد العلماء في جميع المحطات التاريخية" التي تجتازها، وذلك على نحو ما حدث في المغرب بمناسبة مراجعة الدستور. ودعا السيد يسف العلماء إلى "ضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية للمغاربة وتحسيسهم بضرورة استشعار كل القضايا الوطنية التي تعيشها البلاد وإحباط كل محاولات النيل من وطنهم". كما ذكر السيدات العالمات بأهمية الدور الذي يمكنهن الاضطلاع به في بلدان الإقامة في الوسط الأسري، من خلال توعية المرأة المغربية بضرورة الحفاظ على شخصيتها المغربية وتنشئة أبنائها على حب الوطن والغيرة على المقدسات. من جهته، قال السيد الطاهر التجكاني رئيس المجلس العلمي المغربي لأوروبا إن المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس تزداد جسامة يوما بعد يوم مما يتطلب من كافة مكونات المجلس تكثيف الجهود حتى يضطلع بما خصه به أمير المؤمنين من مهام نبيلة، وفي مقدمتها مرافقة الجالية المسلمة عموما، والمغربية خصوصا في بلدان المهجر، مرافقة تضمن الأمن الروحي والاندماج الإيجابي الذي يوفر لهم أسباب العيش الكريم دون تفريط في مقومات هويتهم الإسلامية وخصوصياتهم التاريخية والحضارية والثقافية. وأبرز أن المجلس العلمي المغربي لأوروبا سيعمل على نشر مزيد من الوعي الديني لدى أفراد الجالية المغربية في أوروبا من جهة، ومواكبة الإصلاحات التي يباشرها جلالة الملك محمد السادس من أجل الرقي بالبلاد إلى مستوى غير مسبوق في الوطن الإسلامي من جهة أخرى. تجدر الإشارة إلى أن المجلس العلمي المغربي لأوروبا الذي أحدثه جلالة الملك في 27 شتنبر 2008 يتوخى المساهمة في الحوار المفتوح بين كافة الديانات والعقائد، مع الانفتاح على مختلف الثقافات المكونة للمجتمع الأوروبي، وكذا الإسهام في تحقيق الأمن الروحي للمسلمين وتحصين الشباب من الزيغ والانحراف، ومساعدتهم على الفهم الصحيح للإسلام ومقاصده، بما يتناسب ومفهوم المواطنة. كما يروم المجلس تعميق وعي مسلمي أوروبا بقيم الإسلام المثلى القائمة على التسامح والاعتدال والتعاون على البر والتقوى ونبذ الإثم والعدوان، والعمل على تمكين المرأة من اكتساب المعارف الدينية والاجتماعية وتحقيق اندماجها على النحو الأمثل.