ينتظر قريبا إغلاق المطرح العمومي للداخلة ونقله الى موقع جديد خارج المدار الحضري في إطار مشروع سيخلف بدون شك ارتياحا لدى سكان وزوار المدينة ذات الإمكانيات الطبيعية والبيئية الفريدة. والواقع أن المطرح العمومي الحالي، الذي يقع قريبا من المناطق الحضرية الجديدة، بروائحه الكريهة وانبعاثاته الغازية، يسبب ضيقا جديا لساكنة الأحياء المحاذية فضلا عن المخاطر والاضرار التي يمثلها بالنسبة للصحة العامة والنظام البيئي لخليج واد الذهب. وهكذا، يغدو المشهد المريع للنفايات المتراكمة على مقربة من المطار الدولي والتجمع السكني الجديد "الوحدة" وصمة تشوه الصورة الجذابة لمدينة الداخلة بشواطئها الساحرة ومواقعها السياحية الفريدة وخليجها الذي يعتبر موقعا استثنائيا بأهمية بيولوجية وإيكولوجية متميزة. وأمام هذا الوضع المقلق، تم إطلاق مشروع احداث مطرح عمومي في إطار تفعيل المخطط الاداري للتطهير الصلب لجماعات الداخلة والعركوب، الذي رصد له مبلغ 99 مليون درهم. وتم تنفيذ المشروع وفقا للاتفاقيات الموضوعاتية الموقعة بين عدة شركاء لانجاز سلسلة من المشاريع في قطاع البيئة بجهة وادي الذهب-الكويرة. وحسب رئيس بلدية الداخلة، سيدي صلوح الجوماني، فإن نسبة تقدم أشغال انجاز الشطر الأول من المطرح الجديد الذي يكلف مبلغا يفوق 15 مليون درهم تجاوزت 85 في المائة. وصرح رئيس البلدية لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الشطر الأول من المطرح الجديد، الذي تبلغ مساحته 5ر4 هكتار من مجموع 15 هكتارا رصدت للمشروع، يقع في مكان يسمى (وين التاي)، على بعد 43 كلم شمال مدينة الداخلة، وهو موقع اختارته لجنة محلية ممثلة لعدة قطاعات على أساس معايير تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على البيئة وحماية الفرشة المائية والبعد عن المحاور الطرقية والتجمعات السكنية. وأضاف المسؤول المحلي أن المطرح الجديد أنجز في ظل احترام المعايير المعتمدة ويتوفر على مختلف تجهيزات المراقبة والتدبير الضرورية. (يتبع) وفي ما يتعلق بالانعكاسات المترتبة ،اعتبر السيد الجماني أن مطرح النفايات الجديد التي سيعوض محطة التفريغ الحالية غير الملائمة بسبب موقعها داخل مدينة الداخلة وبعض أحياءها ، سيمكن من القضاء على جميع الأضرار والمخاطر البيئية التي تؤثر سلبا على النظام الإيكولوجي للمنطقة. وأضاف أن الموقع الجديد للمطرح سيشهد أشغال توسيع تواكب نمو مدينة الداخلة التي تنتج حاليا حوالي 112 طن من النفايات المنزلية وأخرى مشابهة يوميا. + شبه جزيرة الداخلة .. مؤهلات إيكولوجية وطبيعية متميزة+ تصنف الداخلة مجالا بحريا للشبكة الوطنية للمناطق المحمية، وهي تعتبر من خلال خليج وادي الذهب، منطقة خاصة تحظى بأهمية بيولوجية وبيئية كبيرة بفضل تنوعها البيولوجي الكبير، وإطارها الطبيعي الجذاب وموقعها الجغرافي المتفرد. ويتيح خليج الداخلة الممتد على مسافة 37 كلم ومساحة تناهز 400 كلم مربع، مجالا مثاليا لتكاثر أزيد من 120 نوعا من المحار و41 نوعا من الأسماك. ويعتبر الخليج أيضا موقعا لعبور الطيور المهاجرة خلال فصل الشتاء وتكاثر عدة أنواع منها ( معدل 60 نوعا من الطيور بين سنوات 1995 و 2000)، إضافة إلى أنه موطن لعدد من الثديات البحرية خصوصا الدلافين، كما أنه يشكل موقعا رائعا لتطوير لأنشطة تربية الأحياء المائية خصوصا استغلال الثروات الطبيعية من المحار. ويظل شبه جزيرة الداخلة ، الذي يعتبر "جوهرة" جهة وادي الذهب لكويرة غنيا بتعدد مناطقه الطبيعية والمتنوعة وكذا مواقعه الجذابة والساحرة المتناثرة عبر مختلف الشواطئ والأماكن. وتعتبر بورتو ريكو ، غراريت فرتيت، التل الأبيض، خليج ماريتا، الفارو، النقطة الكيلومترية 25، لاساركا، العرقوب، جرف الحمام، فم لبوير وتاورتا مناطق طبيعية استثنائية. ودعم تنوع هذه المؤهلات الطبيعية، إضافة إلى مميزات أخرى ، تطوير السياحة البيئية بالمنطقة كقاطرة للتنمية من أجل الحفاظ المستديم على الثروة البيولوجية والثقافية المحلية والاستغلال العقلاني للموارد.