أحيى جوق (ليالي النغم) من مدينة طنجة، وشادية الملحون الفنانة سناء ماراحتي والمنشد عبد الرحيم الصويري مساء أمس الخميس بالمسرح الوطني محمد الخامس سهرة فنية أندلسية متميزة. وجمعت هذه الأمسية الفنية، التي تندرج في إطار الأماسي التي ينظمها المسرح الوطني محمد الخامس، بين فنين عريقين يفتخر بهما المغرب وهما فن الآلة أو الموسيقى الأندلسية المغربية التي يمتزج فيها الطابع الديني بالطابع الفني وعبق التاريخ ليعطي أنغاما خاصة، والملحون وهو فن أصيل يعتمد على الكلام العامي الموزون. وأوضح الأستاذ عبد السلام الخلوفي، رئيس جوق ليالي النغم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مثل هذه الأنماط الموسيقية العريقة مناسبة لهذا الشهر الفضيل، شهر رمضان الأبرك حيث تكون المناسبة سانحة لاجتماع العائلات والتئامها. وأشار إلى برنامج هذه الأمسية يتضمن تقديم شدرات من "نوبة رمي الماية" وشدرات من "نوبة غريبة الحسين"، ثم قصيدتين من فن الملحون من أداء الفنانة سناء ماراحتي، الأولى بعنوان "الحجة" والمشهورة ب"زاوكنا فحماك"، والثانية قصيدة "الراقية". وخلص الأستاذ الخلوفي، وهو فنان وباحث، إلى أن الجمهور سيكون في ختام هذه الأمسية الرمضانية على موعد مع الأغنية الشعبية الشمالية من خلال تقديم باقة من المقطوعات من هذا الربرطوار الأصيل، قبل أن يختتم الحفل بكلام القوم من رجال التصوف والمديح النبوي. يشار إلى أن جوق ليالي النغم شارك في العديد من التظاهرات الفنية داخل الوطن وخارجه وكان آخرها في إطار مهرجان أصيلة، وقبلها في مدن أخرى كفاس والدار البيضاء، كما أوصل الجوق سحر الموسيقى الأندلسية إلى عدد من بلدان العالم كفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والجزائر واليونان والشيلي. ويتضمن برنامج المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط في إطار أماسي رمضان، وكما جاء على الموقع الإلكتروني لهذه المؤسسة، حفلا فنيا مماثلا يوم 18 من الشهر الجاري ويتضمن شذرات يقدمها جوق ليالي الأندلس، وقصائد من طرب الملحون، ولوحات من أداء الطائفة العيساوية، إضافة إلى أمداح نبوية ل مجموعة النور المحمدي.