قالت صحيفة "الوطن" السودانية إنه على "البوليساريو" أن تدرك أن التفاوض والحوار للوصول إلى حل سلمي، هو الطريق الوحيد لحل مشكل الصحراء، لا سيما أن المغرب تقدم بمقترح الحكم الذاتي، كأرضية للتفاوض للتوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع المفتعل. وأوضحت الصحيفة، في مقال للصحافي أحمد الشريف، أنه بينما يتجه المغرب الى حل أكثر واقعية لمشكلة الصحراء، من خلال منح المنطقة حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية وذلك عبر الحوار مع "البوليساريو" للوصول الى حل سلمي لاستقرار المنطقة، فان أعداء خصوم الوحدة الترابية للمغرب يحاولون تأزيم المشكل في إشارة صريحة الى الجزائر التي "ظلت سندا ودعما لمتمردي "البوليساريو" ". وأضاف كاتب المقال أنه قد "ولى إلى الأبد الصراع الإقليمي على الزعامة والهيمنة، فلا مكان للصراع، والأمن والاستقرار هما أساس الرفاهية لشعوب المنطقة ولأجل مستقبل زاهر لأجيال ظلمها الآباء". وبعدما أكدت أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي، أشارت الصحيفة الى أزمة المحتجزين بمخيمات تندوف في الجزائر، حيث "يتعرضون إلى انتهاكات جسيمة داخل المخيمات"، لاسيما تعرضهم للاعتقالات وحرمان المعارضين من زيارة عائلاتهم المقيمة بالمغرب. وشبهت الصحيفة مخيمات تندوف "بمعتقل غوانتنامو"، مشددة على أن قيادة "البوليساريو" تستعمل المحتجزين "دروعا بشرية وبضاعة يقبضون ثمنها من المنظمات الطوعية حيث ملايين الدولارات تدخل جيوبهم"، مضيفة أن المحتجزين الضحايا "يموتون بالجوع والمرض". ووصف صاحب المقال ما يحدث في هذه المخيمات بأنه "جريمة منظمة...وأبطال هذه الجريمة البشعة هم عناصر "البوليساريو"...تلك المجموعة التي تحولت إلى مافيا تمارس كل أنواع الجريمة، التهريب والاتجار بالمخدرات"، مضيفا أن "البوليساريو" تحاصر عشرات الآلاف من المحتجزين حيث "لا هي أطعمتهم ولا هي تركتهم يعودون إلى أوطانهم...وفي ذات الوقت ترفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات لتخرجهم من هذا النفق المظلم". وأشارت الصحيفة إلى ما كشفه السيد أنطونيو غوتيريس المفوض الأعلى للاجئين من "امتناع "البوليساريو" والسلطات الجزائرية عن إجراء إحصائيات دقيقة للمحتجزين في مخيمات تندوف، "مما يبين تهرب "البوليساريو" من الوصول إلى حل سلمي لقضية الصحراء، ويهدف إلى دوافع سياسية لتأزيم المشاكل، وأيضا للحصول على أكبر كمية من المساعدات من المنظمات الانسانية الأوروبية والدولية".