أكد سفير أمريكي سابق في المغرب أن مواصلة الجزائر تأكيدها على أنها ليست طرفا في نزاع الصحراء تمثل تحديا للمجموعة الدولية، لكونها تعرف أنه ما كان للبوليساريو أن يوجد أبدا لولا دعم الجزائر. ودعا مايكل أوسيري الذي شغل عددا من المناصب السامية في وزارة الشؤون الخارجية الأمريكية بما فيها منصب مساعد كاتب الدولة بالنيابة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا الولاياتالمتحدة إلى عدم ادخار أي جهد من أجل المساعدة على إيجاد حل متفاوض بشأنه لهذا النزاع. وأكد في مقال نشرته يوم الجمعة الماضي صحيفة واشنطن تايمز أن الضغط الأمريكي من أجل إيجاد حل لقضية الصحراء من شأنه مساعدة أقدم حليف للولايات المتحدة، وهو المغرب. وطالب الديبلوماسي الأمريكي الكونغرس بتوجيه رسالة واضحة وهي: أن الولاياتالمتحدة سوف تقدم الدعم اللازم وأنها سوف تعمل كل ما في وسعها لمساعدة الأطراف الأساسية للتفاوض حول حل سياسي مشددا على أنه لا يوجد أي بديل لذلك. وذكر السفير الأمريكي السابق بأن البوليساريو كان جزءا من استراتيجية يدعمها الاتحاد السوفياتي لضرب استقرار أحد حلفاء الولاياتالمتحدة الذي هو المغرب، وأنه حظي بالدعم العسكري والمالي لكل من الجزائروكوبا الى جانب آخرين، مشيرا إلى ممارسات البوليساريو، ومنها التضييق على المحتجزين في المخيمات على أرض الجزائر، واستعمالهم كوسيلة للضغط السياسي. وذكر مايكل أوسيري بالجهود التي تم بذلها من أجل حل نهائي لنزاع الصحراء، موضحا أن تشكل خلال هذه الفترة توافق واضح على صعيد المجموعة الدولية، بضرورة تفاوض المغرب والجزائر حول ما سماه ب: تفاهم معقول. وفي السياق ذاته نبه الديبلوماسي الأمريكي السابق إلى أن المغرب أعلن مرارا، سرا وعلانية، أنه جاهز تماما للعمل بهذا التصور الدولي مستشهدا بتصريح الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري أخيرا بخصوص استعداد المغرب لأن يقترح على الأممالمتحدة مفاوضات حول حكم ذاتي في الصحراء. وأكد أوسيري أن الوصول لحل نهائي متفاوض حوله يبقى رهينا ب ممارسة ضغط كبير على الجزائر و(البوليساريو) لإجبارهما على الجلوس على طاولة (المفاوضات) والتوصل إلى حل مشيرا إلى تصريح عمومي لوزير الشؤون الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي يوم12 يوليوز الماضي ، الذي اعتبره مشجعا لجميع الأطراف المعنية على التفاوض، وكذا إلى موقف كل من فرنساواسبانيا وشركاء آخرين المقتنعين بأن حوارا سياسيا مباشرا بين الرباطوالجزائر حول هذه القضية من شأنه أن يساهم في تسوية النزاع. وعبر الدبلوماسي الأمريكي سابقا في مقاله المذكورعن اعتقاده مع الكثيرين بأن حل النزاع السالف الذكر، سينعكس إيجابيا على منطقة شمال ينعكس من حيث تحسن الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي بها، انطلاقا من إطلاق سراح آلاف الأشخاص الذين تجبرهم البوليساريو على العيش في مخيمات قرب تندوف بالجزائر وتحتجزهم كرهائن سياسيين، وترسل أبناء الكثير من أبنائهم إلى كوبا. كما أن الحل سينزع فتيل التوتر الدائم بين الفاعلين الرئيسيين بالمنطقة، المغرب والجزائر. وقد أشار السفير أمريكي السابق بالمغرب في مقاله الذي نشر الجمعة الماضي بصحيفة واشنطن تايمز إلى الإصلاحات التي باشرتها المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة، وذكر بإجراء انتخابات حرة، والقرارات التي تم اتخاذها بخصوص الانتهاكات المرتكبة في الماضي، والقوانين التي تمت المصادقة عليها من أجل النهوض بالمرأة وتكريس حقوقها، مؤكدا أن المغرب يوجد على طريق الديمقراطية مع مجتمع مدني نشيط وصحافة حرة.