تتواصل العروض المسرحية المتنوعة والغنية في إطار الدورة الخامسة من مهرجان "ليكسا" للمسرح بالعرائش بمشاركة فرق مغربية وأجنبية. وكان جمهور مدينة العرائش أمس الأربعاء على موعد مع عرض المسرحية القطرية "شباب ولكن" للمخرج أحمد المفتاح، والتي لاقت تجاوبا كبيرا وشكلت فرصة يتعرف من خلالها المسرحيون المغاربة على واحدة من التجارب الدرامية في البلدان العربية. وتتناول المسرحية بشكل عام موضوع هموم الشباب في الوطن العربي، حيث بنيت المسرحية على إعداد مواقف كوميدية لإيجاد حلول لبعض القضايا التي تعترض الشباب في حياتهم الخاصة والمهنية، في قالب لا يخلو من بعض المواقف الساخرة. وتندرج مسرحية "شباب ولكن" ضمن نطاق "المسرح التجريبى"، كما تشكل مناسبة للشباب القطري المولع بأبي الفنون من أجل الاحتكاك مع تجارب عربية وغربية لتطوير الفعل المسرحي عبر الاقتباس من التجارب الأخرى. وسبق وشاركت المسرحية في العديد من الملتقيات الدولية من بينها مهرجان المسرح الجامعى بالبحرين، حيث فازت بجائزة أفضل عرض متكامل، كما حصلت أيضا على الجائزة التقديرية لهذا المهرجان. وستتواصل العروض اليوم الخميس بمسرحية "علبة الألوان" (باكيتا دي لوس كولوريس) للمخرجة الفرنسية آنا ماريا أوتو، وهو عرض مفعم بالانفعالات التي تستبد بالإنسان في وقت الضيق، حيث تعتبر المخرجة أن الاسم الحقيقي للمسرحية هو "علبة الآلام" (باكيتا دي لوس دولوريس) لكنها استبدلت الآلام بالألوان حتى تستطيع الاستمرار في العيش. كما تشارك في المهرجان، الذي سيختتم السبت المقبل، عدد من المسرحيات المغربية الناجحة، من بينها "الهواري قايد النسا" لمسعود بوحسين، و"بسيكوز" لأسماء حوري، و"كلاكاج" لنعيمة زيطان، و"180" لجواد السوناني، و "كلادياتور" لعبد الله ديدان، و"ناكر الحسان" لحسن حموش. كما خصص حيز زمني لمسرح الأطفال في إطار المهرجان، حيث سيقدم خالد ديدان مسرحيته "مقالب"، كما سيستثمر الممثل والمخرج عبد الكبير الركاكنة رصيده الفني لإخراج وتقديم مسرحية "الأميرة والوحش". وأكد المنسق العام للمهرجان ورئيس الجمعية المنظمة السيد مراد الجوهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدورة تتميز بتكريم علمين كبيرين ساهما في بناء التجربة المسرحية المغربية، ويتعلق الأمر بالطيب العلج، وعبد الكريم برشيد، بالإضافة إلى القطري خالد يوسف عبد الرحمن الملا. وأضاف أن تكريم الطيب العلج يأتي عرفانا بجميل "شيخ طريقة المسرح الاحتفالي" على تطوير الفعل المسرحي عبر الاقتباس من التجارب الأجنبية واستثمار التراث المغربي والحكايات العشبية لإبداع نصوص مستحدثة، بينما بصم عبد الكريم برشيد تاريخ المسرح المغربي بدعوته إلى إسقاط كل القواعد لمنح الفرجة للمشاهد المغربي. واعتبر أن جمعية "ليكسا" تسعى من خلال المهرجان إلى جعل مدينة العرائش، بالرغم من افتقارها إلى قاعات عرض ملائمة، ملتقى للمسرحيين المغاربة والعرب، معتبرا أن التظاهرة بلغت دورتها الخامسة بفضل الحس التطوعي لمجموعة من المهتمين وعملهم الجماعي والتشاركي بالرغم من قلة الموارد المالية.