قامت وزيرة التنمية الاجتماعية والاسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي اليوم الاربعاء،بزيارة تفقدية لمشروع تدبير وإنتاج الاركان باقليمتارودانت وتندرج هذه الزيارة،التي كانت خلالها الوزيرة مرفوقة برئيس بعثة المفوضية الاوربية بالمغرب السفير لاندابيرو إينيكو وعامل اقليمتارودانت السيد عبد الله بنذهيبة،في إطار الجهود الرامية إلى النهوض بعمل المرأة القروية والانشطة المدرة للدخل عن طريق تدبير صناعة زيت الاركان بالمنطقة الجنوبية الغربية للمملكة. وذكرت السيدة الصقلي،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن زيارتها للمنطقة تأتي للوقوف على حصيلة التعاون لتفعيل الشراكة القائمة بين المفوضية الاوربية ووكالة التنمية الاجتماعية. وفي هذا السياق وصفت وزيرة التنمية الاجتماعية والاسرة والتضامن هذه الشراكة بأنها "هامة جدا" لكونها أصبحت مصدر عيش لحوالي 500 من النساء في العالم القروي بالاقليم ،مشيرة إلى أهمية التحسيس بالنسبة للمحافظة على البيئة وضرورة إعادة تأهيل غابات الاركان،التي أضحت مصدرا للتنمية ولمحاربة الهشاشة والفقر في المنطقة. ومن جهته،عبر رئيس بعثة المفوضية الاوربية بالرباط عن اعتزاز الاتحاد الاوربي بالمشاركة في مشروع تدبير وإنتاج الاركان بالمنطقة ،موضحا الارادة التي تحذو الاتحاد لدعم حضوره بالعالم القروي لتشجيع الساكنة المحلية في الانخراط في الانشطة المدرة للدخل لتنميتها الاقتصادية والاجتماعية. وأبرز في تصريح مماثل للوكالة،أن هذا المشروع علاوة على طابعه الاجتماعي والاقتصادي،يعتبر نموذجيا لكونه يعمل من جهة على إدماج الساكنة المحلية في إطار تعاوني لانتاج الاركان،وهي المادة التي أصبح الطلب عليها متزايدا في العالم خاصة في اروبا سواء للاستهلاك أو للاستعمال في مواد التجميل،ومن جهة أخرى لكونه يحترم المعايير البيئية ،ويساهم في التنمية المستدامة ويحافظ على الهوية المغربية . ويهدف برنامج تدبير وإنتاج الاركان ،الذي تبلغ تكلفته الاجمالية 120 مليون درهم (60 مليون درهم كمساهمة من الاتحاد الاوربي،و42 مليون درهم من وكالة التنمية الاجتماعية ،و18 مليون درهم من التعاونيات المحلية) ،إلى النهوض بمقومات العمل التعاوني وتثمين الصناعة الفلاحية المحلية المرتبطة بالاركان،وكذا النهوض بأدوار النساء في تدبير هذه المقومات عبر تشجيع أنشطة مدرة للدخل،وإحداث شبكة محلية من التعاونيات النسائية. ويتضمن المشروع تنظيم دورات إعلامية وتحسيسية وتكوينية للجمعيات الأعضاء في شبكة "محمية اركان للمحيط الحيوي" ،ودعم مقاربة ترتكز على الشراكة والتشارك والتشاور بين مجموع الفاعلين بهدف دفع الساكنة المحلية إلى العمل كفاعل أساسي للمساهمة في التدبير المستدام للموارد الطبيعية خاصة شجرة الاركان. وجدير بالاشارة إلى أن شبكة جمعيات "محمية اركان للمحيط الحيوي" أنشئت في 12 ماي 2002 بمبادرة من أكثر من 120 جمعية تنتمي إلى عمالات أكادير إداوتنان ،وانزكان آيت ملول ،وتارودانت ،واشتوكة آيت باها ،والصويرة ،وتزنيت. وتسعى الشبكة إلى دعم العمل الجمعوي الذي يروم الحماية والتدبير الجيد للموارد الطبيعية ،وتنشيط المحمية ،ودعم الجمعيات في المجالات التقنية والمؤسساتية على صعيد التكوين والتواصل وإعداد المشاريع. وكانت السيدة نزهة الصقلي قد قامت قبل ذلك بزيارة لمقر "مجموعة النفع الاقتصادي أركان تارودانت" التي تضم أزيد من 400 عضوة منخرطة في ثمانية تعاونيات نسائية تقوم بإنتاج وتسويق الاركان داخل المغرب وخارجه.