أكد الأستاذ والباحث الجامعي الأمريكي دانييل شروتر، أن التغيرات السياسية التي يشهدها المغرب، ستمكن، بشكل كبير، من إشراك المواطنين في تدبير الشأن العمومي، وبالتالي تطوير المسار السياسي للبلاد. وعبر الأستاذ بجامعة مينيسوتا، الذي حل بالصويرة ضيفا على فعاليات مهرجان الصويرة كناوة وموسيقى العالم (23-26 يونيو الجاري)، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادته بالتغيرات التي يشهدها المغرب في مجال مراجعة الوثيقة الدستورية التي ستمكن المغرب من تعزيز مساره الديمقراطي، معربا عن الأمل في نجاح هذا المسار. واستعرض الباحث الجامعي، المتخصص في شمال إفريقيا والجاليات اليهودية، الدور الذي يضطلع به في مجال التعريف بالتغيرات التي يشهدها المجتمع المغربي، ورفع الوعي من خلال المنشورات والدروس الجامعية لفائدة الطلبة الأمريكيين، وكذا تنظيم عدد من المؤتمرات والورشات إلى جانب التداريب التي يتم توفيرها للطلبة بمناطق عدة من المغرب، والتي تساهم في نشر المعرفة بخصوص هذا البلد داخل الولاياتالمتحدة. ++ الصويرة .. نموذج متفرد للتعايش الإنساني ++ يعتبر دانييل شروتر، الذي ألف كتابا حول "تجار الصويرة .. المجتمع الحضري والامبريالية بجنوب المغرب" خلال القرن ال`19، أن مدينة الصويرة، حاضرة موكادور قديما، شكلت على الدوام، ومنذ تأسيسها على يد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، قبلة لمختلف القبائل المجاورة خاصة التجار، وكذا الجاليات الأوروبية التي عملت على الخصوص في السلك الديبلوماسي، ما خلق مزيجا متفردا تميزت به المدينة، تمثل في التعايش بين نخب المجتمع، من المسلمين واليهود، والمغاربة والأجانب. وكان لأهمية ميناء المدينة، يوضح شروتر، دور أساسي في استقطاب مختلف السفن خاصة القادمة أساسا من ليفربول ومارسيليا، ما ساهم في تحريك دواليب التجارة الدولية، وخلق تنوع ثقافي متفرد داخل قصبة المدينة سمته الانفتاح، حيث شكلت حاضرة موكادور ملتقى للطرق بين التجارة الصحراوية والأوروبية. ++ مهرجان كناوة وموسيقى العالم مرآة تعكس التنوع الثقافي لمدينة الصويرة ++ كما يعتبر دانييل شروتر أن الموسيقى تتميز بكونها تتجاوز الحدود الدينية والثقافية للحضارات، حيث أن تأثيرها على الأشخاص يوحد كافة الشعوب في الاستمتاع بتعابيرها التي تخاطب العقل والوجدان البشري، بصفتها وسيطا يتقاسمه البشر. ويؤكد الباحث أن مهرجان الصويرة كناوة وموسيقى العالم يفرض نفسه كوجهة ثقافية توحد كافة المجموعات الدينية والعرقية، كما يساهم بشكل كبير في الترويج لقيم التعايش والتسامح البشري. تجدر الإشارة إلى أن الباحث الجامعي دانييل شروتر بصدد الاشتغال حول عدد من المشاريع المرتبطة بتاريخ المغرب، وتشمل التوثيق الدقيق المرتبط على الخصوص بالطوائف اليهودية بجبال الأطلس وسوس، والعلاقات مع السكان الأمازيغ.