26- تم اتخاذ جملة من التدابير لإعادة تأهيل المباني المهددة بالانهيار بفاس، خصوصا داخل المدينة العتيقة المصنفة تراثا عالميا، وذلك بكلفة إجمالية تبلغ 35ر564 مليون درهم، تساهم الدولة فيها ب`59ر302 مليون درهم. وقد تم إحداث خلية لليقظة تتكون من السلطات المحلية ومهندسي وكالة التخفيض من الكثافة وإعادة التأهيل ولجنة للجماعة الحضرية إثر انهيار بعض المباني غير المأهولة، في مسعى لوقف مسلسل تدهور المباني داخل المدينة العتيقة وخلق دينامية للإنقاذ قائمة على مقاربة تشاركية. وحسب الوكالة، فإن ظاهرة المباني المهددة بالانهيار بفاس تهم حوالي 1800 مبنى على مستوى النسيج القديم بالمدينة العتيقة وفاس الجديد، والباقي في النسيج السكني ناقص التجهيز في المنطقة الشمالية والجنانات. وتبنت الدولة عبر وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية بشراكة مع السلطات المحلية والمنتخبين منذ سنة 2003 استراتيجية تقوم، أساسا، على التدخل المباشر في المواقع المهنية (تشخيص، خبرة، أشغال تقوية وتهيئة خارجية) بغلاف مالي ناهز 224 مليون درهم، منها 121 مليون درهم كدعم من الدولة. وبرسم الموسم 2008-2009، قامت المصالح المختصة ب`275 عملية لتقوية وتدعيم المباني المهددة بالانهيار. وتم في هذا السياق إبرام اتفاقية متعلقة بالبرنامج الاستعجالي للمساعدة على إعادة اسكان الأسر القاطنة بهذه المباني. وهكذا تم التوقيع على الاتفاقية بين الجماعة الحضرية وولاية فاس ووزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية وجمعية مولاي إدريس للتضامن بهدف تأمين عملية إعادة إسكان عدد كبير من الأسر. وبخصوص السكن غير النظامي على مستوى المنطقة الشمالية والجنانات، فإن التدخلات المباشرة انصبت على تقوية أزيد من 200 مبنى والقيام بالتهيئة الخارجية لفائدة تسعة آلاف أسرة. وفي ما يتعلق بالمباني التي تشكل صورة فاضحة لحالة التدهور العمراني في المدينة العتيقة لفاس، فتم اعتماد برنامج بقيمة أربعة ملايين درهم بهدف المساهمة في وضع حد للأضرار الناجمة عن أطلال المباني وإعادة تاهيل صورة المدينة ومشهدها الحضري وبيئتها. وقد مكن هذا البرنامج، الذي أعد بشراكة مع عدة متدخلين، من حماية عدة مباني متاخمة لهذه الأطلال.