شكل موضوع "الرهانات السياسية للمغرب في سياق الحراك الاقليمي" محور لقاء تواصلي، نظم مساء أمس الخميس بالرباط ، من طرف المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، وحراك "كفاءات من أجل المغرب". وأكد المشاركون في هذا اللقاء أن نهج الاصلاحات الدستورية والسياسية العميقة الذي اختاره المغرب في سياق الحراك الاقليمي العربي يفتح آمالا واسعة للتحول الديمقراطي. وأشاروا الى أن الرهانات الكبرى التي تفرضها مرحلة ما بعد الاصلاحات الدستورية والسياسية تتمثل، على الخصوص، في التطبيق الجيد والسليم لمضمون هذه الاصلاحات وطبيعة النخب التي ستدبرها، إلى جانب كسب رهان انخراط الشباب والكفاءات والأطر المغربية ومشاركتها الفعلية في العمل الحزبي والسياسي. وفي هذا السياق، أبرز الباحث الجامعي الشاوي سيدي، عضو الجمعية العمومية للمركز، أنه في ظل مع موجة الحراك السياسي، التي تشهدها عدد من أقطار العالم العربي، "يشكل المغرب استثناء حقيقيا من خلال اختاره تبني منهجية ديمقراطية ارتكزت على الحوار ومشاركة الجميع في ورش الاصلاحات الاصلاحات الدستورية والسياسية الذي تعرفه بلادنا"، مضيفا في هذا الصدد أن الانخراط في هذا الورش الاصلاحي "دليل على خصوصية التجربة المغربية في التغيير". ومن جهته، أكد الدكتور عبد الفتاح البلعمشي، مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أن السياق المغربي هو سياق مختلف عن السياقات الاقليمية الاخرى خاصة ما يهم النهج الذي اختاره للاصلاحات، مؤكدا على الحاجة الى استشراف مرحلة ما بعد الاصلاحات الدستورية بالمغرب واستنهاض دور النخب والفعاليات في العمل السياسي كضمانة لمكتسبات الشعب المغربي وللمسار الديمقراطي. وقال إن هذا الواقع "يفرض على الكفاءات والنخب إعادة قراءة جديدة في الدينامية المجتمعية الراهنة، وإعادة تشكيل مساراتها بما يتناسب مع طرح البديل السياسي المتكامل لمرحلة ما بعد الاحتجاجات والمطالبات التي تعج بها الساحة السياسية اليوم، وذلك حفاظا على مكتسبات المرحلة وتثبيتا لمسار التغيير والاصلاح في ظروف متناسبة مع هذا الحراك"، داعيا الشباب والكفاءات الى أخذ زمام المبادرة والمشاركة الفعلية في العمل السياسي وفي تدبير الشأن العام. ومن جانبه، أكد عماد خاتر رئيس اللجنة التحضيرية لحراك "كفاءات من أجل المغرب"، أن الحراك يراهن اليوم على انخراط الكفاءات والفعاليات في تخليق الحياة السياسية الوطنية، "لتأخذ زمام المبادرة لمحاربة الاقصاء والتهميش الذي عانت منه قطاعات واسعة من الكفاءات المغربية". وحث السيد خاتر كفاءات الشعب المغربي وخاصة تلك التي خلقت لنفسها نجاحات على مستوى الادراك والفكر والعطاء على تقديم خبراتها ومؤهلاتها لخدمة الشأن العام. وفي الشق المتعلق بالجهوية والمشاركة السياسية، أكدت يسرى حجام عن حراك "كفاءات من أجل المغرب"، أن الجهوية الموسعة تعد أحد أبرز الرهانات الاستراتيجية للمغرب التي ستفتح آفاقا واسعة للتطور الديمقراطي والتنمية الاقتصادية. وقالت إن الجهوية الموسعة تفتح أيضا الباب على مصراعيه للمشاركة السياسية للكفاءات والنخب المحلية وضمنهم الشباب لتدبير الشأن المحلي والعام، داعية الى انخراط جيل جديد من الاطر والكفاءات والشباب في العمل السياسي لانجاح تجربة الجهوية الموسعة. أما الناشط عماد المنياري عن الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، فقد أبرز التقدم الذي حققه المغرب في مجال الأمازيغية بتأسيسه معهدا مختصا للابحاث والدراسات يجعله في المرحلة الراهنة رائدا على مستوى دول شمال إفريقيا. وأضاف أن نتائج البحث العلمي التي قام بها باحثون مغاربة متخصصين في مختلف مجالات الامازيغية ساهمت في إبراز المغرب كنموذجا يحتدى به في هذا المجال، وكذا مرجعا علميا لا محيد عنه.