أكد وزير الثقافة السيد بنسالم حميش أن المسرح يعد أداة عريقة من أدوات صياغة الوعي وتشكيل الإدراك وكذا إيصال الرسائل المعززة للقيم والفضائل في النفوس . واعتبر وزير الثقافة في كلمة ألقاها مساء اليوم الأربعاء في حفل افتتاح النسخة الثالثة عشر للمهرجان الوطني للمسرح، أن التعامل مع العملية الإبداعية عموما والمسرحية تحديدا مجال لنشدان الخبرة وتغيي الإتقان فيما يقدم للأجيال الحاضرة والصاعدة من إبداعات متألقة وقيم وطنية وإنسانية عالية متأصلة. وشدد على أن وزارة الثقافة لم تكن ببعيدة عن حصيلة المغرب في العطاء المسرحي بل سنت سياسات للدعم ويبقى على عاتقها تقييمها في الاتجاه الذي يتيح تحقيق الأهداف النبيلة التي وضعت من أجلها ،مؤكدا أن الوزارة ستواصل دعمها لهذا القطاع ليحقق مزيدا من النجاعة والفعالية ويستجيب في تحاور بناء للانتظارات. وقال بخصوص إعلان بعض الفرق المسرحية المبرمجة في المهرجان عدولها عن المشاركة فيه، إن الوزارة " ليست من يأتي إلى الفضاءات ليشاهد العروض بل الجمهور المغربي من داخل مكناس وجهات أخرى بالمملكة (...) وهي لا تصنع الثقافة بل تحفز وتصاحب وترى ما يمكن أن تقدمه من دعم". وأوضح أن الفرق المسرحية التي لم تحضر المهرجان استفادت من دعم الوزارة إنتاجا وترويجا برسم سنة 2010 - 2011 ، مشيرا إلى أن الوزارة تنظم المهرجان بمشاركة الفرق وليس الهيئات لذلك يتعين الأخذ بعين الاعتبار حق الجمهور في الفرجة والاستمتاع. وبعد أن اعتبر أن مواقف بعض الهيئات المسرحية وتصريحاتها "تعطي صورة سلبية لمعنى الإبداع وكيفية تعاطي المبدع مع الجمهور"، أكد أن باب الوزارة سيظل مفتوحا من أجل فتح حوار جاد وبناء مع كل الفاعلين في الحقل المسرحي ومعالجة كل القضايا المطروحة في القطاع . ومن جانبه أكد السيد أحمد هلال رئيس الجماعة الحضرية لمكناس، أن المهرجان الذي حقق تراكمات كمية ونوعية، إن كان يستجيب لسياسة وزارة الثقافة في مجال دعم اللامركزية الثقافية فإنه من جهة أخرى يعكس الاستعداد الكلي للانخراط في كل فعل ثقافي هادف، والإيمان العميق بأهمية الثقافة كمكون أساسي من مكونات التنمية البشرية، وباعتماد التدبير التشاركي في ترسيخ الحكامة المحلية الجيدة. واعتبر أن المهرجان شكل دائما حدثا شديد التميز لما أتاحه من إمكانيات واسعة للوقوف عند جديد التجارب المسرحية الاحترافية وعمق النقاش بين النقاد والأكاديميين حول قضايا المسرح وظواهره ،مشيرا إلى أن خصوصية هذا الموعد الكبير تأتي من كونه يحتفل بأب الفنون في مدينة تعشقه باعتباره فنا متميزا وشكلا تعبيريا متكاملا يساهم في ترسيخ قيم الجمال والحب. حضر حفل افتتاح المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة إلى غاية 22 يونيو الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الخصوص والي جهة مكناس تافيلالت عامل مكناس السيد محمد فوزي ، وأطر من وزارة الثقافة وفنانون وفاعلون في الحقل المسرحي. ويشمل برنامج هذا العرس المسرحي المنظم بشراكة مع الجماعة الحضرية لمكناس وبتعاون مع ولاية جهة مكناس -تافيلالت، فضلا عن العروض المسرحية التي ستشارك في إطار المسابقة الرسمية وخارجها، على فقرات فنية وثقافية وندوة فكرية حول "المسرح المغربي وسؤال السينوغرافيا"، وحفلات توقيع إصدارات مسرحية جديدة، ومعرض فني. وستنظم فعاليات المهرجان بكل من مدينة مكناس ( دار الثقافة محمد المنوني، المعهد الثقافي الفرنسي، فضاء الحبول) و دار الثقافة بالحاجب و دار الثقافة بمولاي ادريس زرهون.