قدم بنسالم حميش وزير الثقافة المغربي خلال مجلس الحكومة الذي انعقد يوم الخميس 26 غشت 2010 عرضا مفصلا عن البرنامج التنفيذي لاتفاقية التعاون الثقافي المغربي الصيني الموقع مؤخرا في بكين . و كان الوزير قد ترأس الوفد المغربي المشارك من 19 إلى 26 يونيه 2010 في فعاليات المعرض الدولي لشنغاي بجمهورية الصين الشعبية وساهم على الخصوص يوم الثلاثاء 22 يونيه2010 ببكين بمحاضرة قيمة في إطار طاولة مستديرة حول دور و تأثير المبادلات الثقافية في التعاون الصيني العربي.وقد شارك عدد من وزراء الثقافة العرب في هذه الندوة.وتميزت مداخلة الوزير بتأكيده على الطبيعة المتفردة للعلاقات بين المملكة المغربية و الصين ماضيا و حاضرا و دعا خلالها إلى مشروع إقامة مؤسسة للثقافة الصينية العربية تعمل على تطوير التعارف المتبادل و استشراف آفاق التعاون بين الثقافتين العريقتين . برنامج تعاون واسع يتوجه لكل الفئات و يمثل التوقيع على البرنامج التنفيذي لاتفاق التعاون الثقافي بين المملكة المغربية و جمهورية الصين الشعبية للسنوات من 2010 إلى 2013 أهم الإنجازات التي تمت خلال هذه الزيارة ;وتتضمن هذه الوثيقة بنودا تحدد مجالات التعاون المشترك و شروطه في قطاعات مختلفة من بينها القطاع الثقافي الصرف و لكن أيضا بشكل مباشرفي قطاعات التربية و التعليم والتعليم العالي؛و الإعلام و الاتصال،والشباب و الرياضة و التضامن الاجتماعي و الأوقاف و الشؤون الإسلامية . و يتكون الاتفاق من 52 مادة تتناول صيغ تبادل الخبرات والمهارات و التكوين والتعامل المشترك في كل الميادين المذكورة، و هكذا على سبيل المثال يتضمن المجال الثقافي ترتيبات تهم التعاون في تدبير و صيانة التراث المادي و اللامادي و كذا التعاون في ميدان الكتاب و النشر و الفنون و المسرح والتنشيط الثقافي في البلدين عبر حماية الحقوق و التراث من النهب و السرقة و كذلك من خلال تنظيم الزيارات و اللقاءات و المنتديات و الأيام الثقافية في إطار الإشعاع و التعريف المتبادل .... وفي مجال التربية و التكوين تعهد الطرفان بالعمل بشكل ثلاثي تجاه البلدان الإفريقية من أجل تطوير التعاون و تبادل الزيارات الأكاديمية و تبادل الطلبة عبر منح دراسية سنوية لفائدتهم على مستوى الدراسات العليا . كما يتضمن الاتفاق صيغ التبادل في قطاع الإذاعة و التلفزة ووكالات الأنباء و السينما والتكوين الإعلامي و الإشهار. ومن بين بنود الاتفاق في ميدان الأوقاف و الشؤون الإسلامية التعاون في تكوين القيمين الدينيين و الأئمة و الخطباء و تعلم اللغة العربية من طرف طلبة صينيين في المدارس العتيقة المغربية و طباعة الكتب الدينية و تبادل الخبرات في مجال الدراسات الإسلامية ،وتحدد الاتفاقية توزيع الالتزامات في جانب التعهد المالي بين الطرفين حسب نوعية العمليات و المساطر التي تنظم العمليات المختلفة للتعاون بين البلدين. و قد وقع وزير الثقافة المغربي هذا البرنامج بتفويض من الحكومة و وزارة الخارجية ممثلا الطرف المغربي في هذه الاتفاقية بينما مثل الطرف الصيني السيد كاي وو وزير الثقافة بهذا البلد الصديق. الأنغام و الإيقاعات المغربية تصدح في بكين و شنغهاي وكانت زيارة حميش إلى بكين مناسبة لإقامة يوم للثقافة المغربية يوم السبت 19يونيه بدار المغرب ببكين استهدف تعريف وإطلاع جمهور واسع من الحاضرين على المكنونات الثقافية المغربية في أوجهها المختلفة سواء في الموسيقى والغناء أو الفنون التشكيلية والطبخ والأزياء. وشاركت في اللقاء فرقتا "كناوة بامبارا" برئاسة المعلم عبد النبي وفرقة الموسيقى الأندسية برئاسة زبيدة الإدريسي، حيث شنفتا الأسماع بألحان ورقصات مغربية أصيلة، ورحلتا بالحاضرين إلى عوالم سحرية من الموسيقى والإبداع. كما تم تنظيم عرض للوحات التشكيلية من إبداع التشكيلية المغربية المتألقة نورية العلمي، والتي أبدعتها في الصين وشاركت بها في معرضين بارزين في هذا البلد الآسيوي، ويتعلق الأمر بلوحات تستمد مضامينها من التقاليد والأهازيج الشعبية والعوالم الفنية المغربية الأصيلة مع استخدام كثيف للألوان في انسجام مع البناء الفني للوحة ومضمونها. و يوم الأحد 20 يونيه افتتح في بكين، المهرجان الثاني للفنون العربية في الصين، والذي شمل ندوات وعروض موسيقية ومعارض فنية وعروض للأزياء والطبخ، ونظم في كل من بكينوشنغهاي على مدى أسبوع. والجدير بالذكر أن المهرجان تم برعاية من وزارة الثقافة الصينية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية وكذلك اللجنة المنظمة ل"إيكسبو شنغهاي 2010 "، ويعد أحد الآليات التنفيذية لمنتدى التعاون العربي الصيني إلى جانب آليات أخرى تهم المجال الثقافي بين الطرفين. وبالإضافة الى بكين انتقل المهرجان يوم 24 يونيو الى شنغهاي في إطار المعرض الدولي وذلك لإحياء حفلات بها.و كان البرنامج الرئيسي في المهرجان يشتمل على عروض موسيقية تحييها 16 فرقة عربية في كل من المدينتين، غالبيتها في الهواء الطلق، حيث كانت مناسبة للجمهور الصيني للاطلاع على شذرات من الفنون المغربية الأصيلة .