تم اليوم الأربعاء بالرباط التوقيع على بروتوكول اتفاق بين شركتي "ألستوم" و"نيكسان" تتعلق بإحداث شركة مشتركة في المغرب بهدف إنتاج حزم الأسلاك الكهربائية الخاصة بالسكك الحديدية. ووقع على هذا الاتفاق، الذي سيمكن أيضا من إنتاج تجهيزات ترامواي مدينة الدار الببيضاء والقطار الفائق السرعة المنتظر (تي جي في)، نائب رئيس "مصادر ومكونات" لألستوم للنقل جون ميشيل غيفرود والرئيس المدير العام لمجموعة "نيكسان" فريدريك فانسون، بحضور السيدين أحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وكريم غلاب وزير التجهيز والنقل. وسيتم تمويل الشركة المشتركة بصفة متساوية بين ألستوم (50 بالمائة) والتي ستتكلف بالعمل الأولي والتصميم، ونيكسان (50 بالمئة) التي ستقود عملية التصنيع والإنتاج. وستقوم الشركة الجديدة، في المرحلة الأولى، بتطوير حزم الأسلاك الكهربائية (التجميع الثانوي ودمجها في أنظمة القطارات) والتي سيتم تجهيز بعضها بمعدات لألستوم موجهة إلى الأسواق المغربية (الترامواي المستقبلي، وقطارات "ديبلوكس" للمكتب الوطني للسكك الحديدية)، وكذا الأسواق العالمية. وفي مرحلة ثانية ستقوم بتنويع أنشطتها لتلبية حاجيات باقي زبائن السكك الحديدية، وزبناء في القطاعات الأخرى. وبموجب هذا الاتفاق سيتم تأسيس الشركة في شهر شتنبر 2011، ومن المتوقع أن ينطلق نشاطها مع نهاية السنة الجارية لتسليم أول دفعة من الإنتاج مع مستهل سنة 2012. ومن المنتظر أن يبلغ رقم معاملات الشركة 5ر314 مليون درهم في سنة 2015 ليصل إلى 685 مليون درهم سنة 2018. كما أن مواردها البشرية، التي سيتم توظيفها وتكوينها بالمغرب، ستنتقل من 400 شخص سنة 2015 إلى 650 في سنة 2018. وستركز الشركة أعمالها (التصنيع، الإنتاج، الاختبار، اللوجستيك، التمويل) على أحد المواقع المغربية يوجد حاليا قيد الدراسة. ويندرج هذا الاستثمار، البشري والمالي، في إطار اتفاقية الشراكة الصناعية الاستراتيجية التي وقعتها شركة "ألستوم" ووزارة الصناعة ووزارة النقل في يناير 2011. ويعكس هذا المشروع الاستثماري أيضا المشاركة المباشرة لألستوم ونكسان، اللتان توظفان على التوالي 130 شخصا و850 في المغرب. وبهذه المناسبة، قال السيد الشامي إن المغرب سيتمكن من التوفر، ليس فقط على قطار فائق السرعة (تي جي في ) ولكن أيضا على قطاع صناعي سككي متميز. وأضاف أن من شأن مثل هذا التعاون أن يمكن من تطوير صناعة الطاقات المتجددة الشمسية والريحية، مضيفا أن المغزى من هذا الإجراء أن تصبح هذه المقاربة التشاركية في المجال الصناعي مثلا يحتذى به في جميع الاستثمارات الكبرى العمومية. ويعتبر هذا الاستثمار أول هدف حددته اتفاقية الشراكة الصناعية الاستراتيجية بين ألستوم والمغرب التي وقعت في يناير 2011، أمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أكادير، والتي تنص على تعهد ألستوم إلى جانب المغرب بتطوير القطاع السككي بالمملكة. ومن جانبه، أكد السيد غلاب أن روح الشراكة بين شركة ألستوم والمغرب تبقى "أهم بكثير من الأرقام التي تدرها"، مضيفا أن مشروع القطار الفائق السرعة (تي جي في) يشكل "قطيعة إيجابية مع نظام النقل ويستجيب كذلك للحاجيات الحقيقية للتنقل". وفي سنة 2003، يضيف السيد غلاب، بلغ عدد المسافرين عبر القطارات 14 مليون شخص في السنة بينما تجاوز اليوم 30 مليون مسافر، موضحا أن المغرب سيتوفر مع القطار الفائق السرعة على أداة للتنمية لها استمرارية صناعية. ومن جهته أكد جون ميشيل غيفرود أن الشركة الجديدة، التي تعكس إرادة ألستوم لدعم تنمية سوق وقطاع السكك الحديدية في المغرب، تشكل خطوة إضافية لتعزيز تطوير مركز الكفاءات للسكك الحديدية في المغرب. أما السيد فانسون فبعد أن ذكر بتوفر شركة نيكسان على مصنعين في المغرب (الدارالبيضاء والمحمدية)، حيث يشتغل 850 عاملا، قال انه مع هذا المشروع المشترك، ستكون المجموعة قد قامت بإنجاز ثلاث استثمارات كبيرة بالمملكة في غضون 3 سنوات، بعد افتتاح مصنع للتحويل في ماي 2009، ومصنع مخصص للأسلاك المستعملة في مجال الطيران في يوليوز 2010. وقال إن شركة نكسان في المغرب تعد فاعلا رئيسيا في تطوير الأنشطة الصناعية ذات الصلة بوسائل النقل (السيارات والطيران والسكك الحديدية). يشار إلى أن مجموعة "ألستوم" الرائدة في مجال السكك الحديدية كشفت مؤخرا النقاب عن الجيل الثالث للقطار الفائق السرعة، "تي جي في دوبلكس" الموجه للاستخدام في أوروبا، والذي تم تصميم نموذج منه ملائم للاستخدام بالمغرب في إطار التزام المجموعة الفرنسية بتجهيز خط فائق للسرعة طنجة - الدار البيضاء ب`14 قطارا. ويعد هذا القطار، الذي أطلق عليه إسم "أورو دوبلكس"، والذي سلمت أول دفعة منه مؤخرا إلى الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية، أول "تي جي في" بمستويين للتشغيل المتبادل، قادر على السير بسرعة تصل إلى 320 كلم في الساعة على الشبكات الأوروبية.