افتتح اليوم الجمعة بالقنيطرة الملتقى الوطني الأول حول "تعليم العلوم .. التكوين والتعليم والتعلم"، بحضور نخبة من الجامعيين والباحثين والمهتمين بالشأن التعليمي. وأكد السيد عبد الرحمن طنكول، رئيس جامعة ابن طفيل، في افتتاح هذا الملتقى، الذي تنظمه الجامعة بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، أن هذه التظاهرة تكتسي أهمية خاصة ولاسيما في ظل ما أضحت تعرفه العلوم من تحولات عميقة خلال السنوات العشر الأخيرة تفرض رفع تحدي التمكن من الطرق الحديثة لتدريس العلوم لتكوين أجيال قادرة على رفع كل التحديات سواء فيما يتعلق بالأمراض أو الفقر أو غيرها. وأشار إلى ما شهدته طرق تدريس العلوم من تغييرات مع بداية القرن 21 حيث تم تسجيل طفرة نوعية تمكن من تغيير الوجود الإنساني، مضيفا "إننا في حاجة إلى مهارات تمكننا من الارتقاء بتدريس العلوم خاصة وأن المغرب لا يزال يعاني من تعثر كبير في هذا المجال". وأضاف أن من بين التحديات المطروحة هي كيفية الانتقال من مجتمع المعرفة إلى اقتصاد المعرفة وجعل التعليم وسيلة لامتلاك العلوم الحديثة، مؤكدا أنه بالرغم من هذه التحديات فإن المغرب يتوفر على خبرات وكفاءات ينبغي تمكينها من بعض الشروط من أجل الارتقاء بتعليم العلوم وفق النتائج والأهداف المتوخاة. وخلص السيد طنكول إلى أن باستطاعة الجامعة والمدرسة المغربية توفير الخبرة الضرورية للتصدي لمختلف التحديات المطروحة بغية الارتقاء بالعلوم. من جانبه، أكد رئيس مجلس الجماعة الحضرية للقنيطرة، السيد عزيز رباح، أن مد جسور التواصل بين الجامعة والمجلس سيساهم في إثراء الكثير من الجوانب خدمة للمدينة ولجهة الغرب الشراردة بني احسن. وأضاف أن الوقت حان لتحقيق مصالحة بين المؤسسة التعليمية ومدبري الشأن المحلي تنبني على الشراكة والتعاون وتحديد الأولويات بغية تحقيق التنمية المنشودة بالجهة. واعتبر السيد رباح أن المغرب يعد قبلة للباحثين والمستثمرين، داعيا إلى استمرار فضاء البحث العلمي والحوار المتبادل من أجل خلق شراكات وبرامج مشتركة في مجال المعرفة. من جهته، شدد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، السيد عبد اللطيف اليوسفي، على أهمية هذا الملتقى الذي يبحث قضايا جوهر إصلاح المنظومة التربوية. ودعا جميع الفاعلين الاجتماعين والأساتذة ومراكز التكوين إلى اعتماد خطة عمل مشتركة لصالح العلوم وكل التوجهات من خلال التطرق إلى مشكلة الموارد البشرية والمناهج والبرامج بشراكة مع جامعة ابن طفيل. وأعرب عن استعداد الأكاديمية للتعاون ومد جسور التواصل وتبادل الخبرات مع الجامعة من أجل الارتقاء بمنظومة التربية والتكوين وكسب الرهانات المطروحة. من جانبه، أكد السيد مصطفى حفيظ، مدير الملتقى، أن هذه التظاهرة تبرز المكانة المحورية والاستراتيجية التي يحتلها التكوين في مغرب اليوم والغد، مؤكدا أن طرح قضية رهانات التنمية واستراتيجية تعليم العلوم في المغرب، الذي فتح أوراشا كبرى ووضع استرتيجيات قطاعية طموحة ومبتكرة، يندرج في إطار مسلسل الدينامية التنموية التي تعرفها المملكة. واعتبر أن موضوع تعليم العلوم يسائل الجامعة ومراكز تكوين الأطر كفضاءات للتعليم والبحث وتطوير الموارد البشرية التي تعرف حاليا تحولات عميقة مع تطبيق البرنامج الاستعجالي. وسينكب المشاركون في هذا الملتقى، على مدى يومين، على مناقشة مجموعة من العروض تتمحور حول "تعليم العلوم والوساطة العلمية" و"الانتقال من مرحلة الثانوي إلى الجامعة وتقييم المعارف" و"الفروع الجامعية للتعليم".