أكد رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، اليوم الخميس، أنه كان يتعين على اللجنة الأوروبية التحرك "بسرعة أكبر" لمعالجة أزمة الخضروات الملوثة التي يشتبه في كونها وراء وفاة العديد من الأشخاص في ألمانيا. وأوضح ثاباتيرو، في حديث للإذاعة العمومية الإسبانية، أن رد فعل اللجنة الأوروبية كان بطيئا، مشددا على أنه كان يتعين عليها أن تتصرف بشكل "أقوى وأسرع"، بعد تأكيد السلطات الصحية في هامبورغ (ألمانيا)، أن استهلاك الخيار الإسباني لم يكن السبب وراء وفاة العديد من الأشخاص بسبب باكتيريا "اي- كولي" المعوية. وقال رئيس الحكومة الإسبانية إنه كان حريا بأن يكون رد فعل اللجنة الأوروبية "أكثر وضوحا"، مشيرا إلى أن إسبانيا تواجه حاليا وضعية صعبة للغاية بسبب الانعكاسات السلبية التي تعرضت لها المنتوجات الفلاحية الإسبانية. وكانت الحكومة الاسبانية قد عبرت يوم أمس عن أملها في أن يتم، في أقرب وقت، رفع الحظر الذي فرضته العديد من البلدان على استيراد الخضروات الإسبانية، وذلك على خلفية اتهام الخيار الإسباني بكونه وراء وفاة العديد من الأشخاص بسبب باكتيريا "اي- كولي" المعوية. وفي هذا الصدد، أكد ألفريدو بيريث روبالكابا النائب الأول لرئيس الحكومة وزير الداخلية، في تصريحات صحفية عقب لقاء عقده إلى جانب وزيرة الفلاحة روسا أغيلار بألميرية (جنوبإسبانيا) مع ممثلي جمعيات القطاع الفلاحي، انعدام وجود أدلة واضحة على أن الخيار الاسباني هو المتسبب في الإصابة بهذه الباكتيريا. وكانت الحكومة الإسبانية قد أعربت عن "عدم قبولها" للاتهامات التي وجهتها ألمانيا إلى القطاع الفلاحي الإسباني، مما تسبب في خسائر بلغت قيمتها حوالي 200 مليون أورو في الأسبوع. وأبرز روبالكابا أن حكومة بلاده لا تستبعد اتخاذ إجراءات قانونية ضد السلطات الألمانية التي اتهمت الخيار الإسباني بأنه وراء عدوى الباكتيريا التي تسببت لحد الآن في وفاة 17 شخصا وإصابة المئات من الأشخاص، مؤكدا عزم بلاده على المطالبة بتعويضات مالية نتيجة الأضرار التي تكبدها القطاع بسبب هذه التصريحات. وكانت العديد من البلدان الأوروبية، وفي مقدمتها ألمانيا، قد أعلنت عن قرار حظر استيراد الخضروات من إسبانيا للاشتباه في وفاة عدة أشخاص نتيجة إصابتهم بنزيف نجم عن بكتيريا "اي- كولي" المعوية. ومن جهة أخرى تعتزم الحكومة الإسبانية توجيه طلب إلى الاتحاد الأوروبي من أجل تخصيص مساعدات لقطاع إنتاج الخضروات الذي تأثر بشكل كبير بسبب قضية الخضروات الملوثة التي أدت إلى حدوث العديد من الوفيات. وحسب وزيرة الفلاحة الإسبانية روسا أغيلار، فإن الخسائر الأسبوعية للقطاع في إسبانيا تصل إلى 200 مليون أورو، مؤكدة أن بلادها لن تتسامح مع الاستمرار في الإساءة بشكل مجاني لقطاع الخضروات، في إشارة إلى الاتهامات الألمانية.