توفي أشخاص في ألمانيا واستقبلت المستشفيات العشرات، نتيجة تناولهم «خيارا» يحتوي على مادة «باكتيرية»، في ظل تخوفات من انتشار البكتيريا في كامل أوروبا. وصرح مدير معهد بروبرت كوخ الألماني للأبحاث والتحاليل، راينهارد بورغر، الجمعة الماضية، بأن انتشار الباكتيريا الخطيرة يتواصل بشكل كبير، حيث ظهرت 60 حالة إصابة بين يومي الخميس والجمعة الماضيين، وتسببت في الإصابة بالفشل الكلوي وفقر الدم، بسبب تدمير كرات الدم الحمراء في الدم ونقص الصفائح الدموية، وقد تؤدي إلى الوفاة. وقالت تقارير صحفية، إن هاته الباكتيريا المعروفة باسم «إي إتش إي سي»، تسببت في وفاة أربعة أشخاص وإصابة المئات في ألمانيا حتى الآن ويسود الاعتقاد بأنها تنتقل من أمعاء الحيوانات إلى النبات ومنها إلى الإنسان. ونقل عن السلطات الصحية في السويد والدانمارك، قولها إن حالات الإصابة التي تم تسجيلها وصلت إلى 17 حالة في البلدين، مشيرة إلى أن المصابين سبق لهم زيارة ألمانيا. وحسب ما تناقلته وسائل إعلام، فقد أفضى التحقيق الأولي إلى أن شحنة الخيار وصلت من إسبانيا، ويتم الحديث عن أن البكتريا وصلت إلى دول أخرى مثل بريطانيا وفرنسا. فقد خلصت الفحوص التي قام بها مسؤولون في مجال الصحة بألمانيا، الخميس الماضي، إلى أن الخيار المستورد من إسبانيا، هو مصدر بؤرة إصابة بالبكتيريا المعوية مضى عليها أسبوعان وأودت بحياة أربعة أشخاص على الأقل فيما يرقد أكثر من 100 مريض. وقالت كورنيليا بروفر شتروكس، وزيرة الصحة في هامبورغ، إن ثلاثة من عينات الخيار الأربع الملوثة بالبكتيريا المعوية التي تولى تحليلها معهد الصحة والبيئة مصدرها إسبانيا. وتم سحب جميع كميات الخيار الملوثة من رفوف العرض بالمتاجر، كما نصح المسؤولون المستهلكين بعدم تناول الخيار بصفة مؤقتة. ولم يتم التعرف بعد على البلدان الأخرى مصدر العينة الرابعة الملوثة. وقالت إسبانيا إنها تستعد لتقديم شكوى للاتحاد الأوروبي بعد التقارير الألمانية التي ذهبت إلى أن شحنات الخيار الآتية من إسبانيا لها دور في انتشار «البكتيريا» في ألمانيا، ونقل عن مصادر الخارجية الإسبانية أن ألمانيا خرقت القواعد المعمول بها في هذا الشأن، حين أقدمت على إخبار الصحافة أولا، قبل الاتحاد الأوروبي. غير أن إسبانيا سحبت كل الشحنات التي تدعي ألمانيا أنها «مشتبه بها». وحسب صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية، فقد نفت وزيرة البيئة الإسبانية روسا أغيلار هذا الادعاء، مشيرة إلى عدم وجود أى أدلة تثبت أن سبب وفاة هؤلاء الألمان يرجع إلى الخيار الإسبانى، وشددت على أن إسبانيا تلتزم بمعايير ضمان الجودة والسلامة.