أكد مسؤولون نقابيون أن ممثلي النقابات وإدارة الخطوط الملكية المغربية قرروا، اليوم الإثنين بالدار البيضاء، باتفاق مشترك، تأجيل تطبيق مقتضيات الحوار الاجتماعي إلى يناير 2012 كإشارة تضامن مع الشركة الوطنية. وأوضح الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالخطوط الملكية المغربية السيد محمد لقصيصر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في ختام لقاء انعقد اليوم الثلاثاء بين شركاء اجتماعيين وإدارة الشركة، أن المستخدمين يعبرون، من خلال هذا التأجيل، عن تضامنهم مع الشركة " اعتبارا لخطورة الوضعية المالية للمؤسسة، وحرصا منهم على تمكين هذه الأخيرة من تجاوز الأزمة ". ودعا المسؤول النقابي السلطات العمومية لتحمل مسؤولياتها إزاء الشركة من خلال وضع تدابير استعجالية لتحسين الأجواء الجبائية والعملية، الكفيلة بتمكين الخطوط الملكية المغربية من مواجهة المنافسة في إطار من الإنصاف والمساواة على غرار الشركات في باقي البلدان الأخرى. وأضاف أنه من المفارقة أن يطلب من الخطوط الملكية المغربية القيام بمهمة الخدمة العمومية في محيط يطبعه انفتاح كامل للأسواق على المنافسة. من جهته، ذكر الكاتب العام للفيدرالية الوطنية للمستخدمين الجويين (الاتحاد المغربي للشغل) السيد أحمد سنبلي، في تصريح مماثل، أن ارتفاع أسعار النفط، واشتداد المنافسة، وركود النقل الجوي كان له أثر سلبي جدا على الوضعية الاقتصادية والمالية للشركة. وأضاف أن المستخدمين لديهم وعي بهذه الوضعية ويعبرون عن تضامنهم مع الشركة، مشيرا إلى أنه ستنعقد في الشهور المقبلة اجتماعات مع إدارة الموارد البشرية لبحث جميع المطالب التي تقدمت بها النقابة منذ سنة، من بينها الزيادات في الأجور. وأشار السيد سنبلي، من جهة أخرى، إلى أن النقابة تطالب "ليس بمعونة أو مساعدة من الحكومة، وإنما بوضع مخطط وطني لقطاع النقل الجوي مع وضعية لفائدة الخطوط الملكية المغربية على غرار الشركات المنافسة". أما مدير الموارد البشرية بالشركة، السيد الرايس عبد العزيز، فقد أكد أن الاجتماعات مع الممثلين النقابيين سادتها "روح إيجابية جدا"، مشيرا إلى أن الشركاء الاجتماعيين أبانوا عن مسؤولية وتضامن كبيرين مع الشركة بالنظر إلى الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الخطوط الملكية المغربية. وتجدر الإشارة إلى أن بلاغا لشركة الخطوط الملكية المغربية، نشر في ختام الاجتماع مع الممثلين النقابيين، كان قد أشار إلى "الصعوبات الظرفية التي تواجهها الشركة منذ 2008"، مبرزا أن "الخطوط الملكية المغربية تواجه في 2011 ظرفية أكثر صعوبة تتميز بارتفاع سعر المحروقات من 115 دولار مقابل 81 دولار مقررة في الميزانية، مما أدى إلى ارتفاع فاتورة المحروقات ب` 42 في المئة، وانخفاض حركة النقل في ماي بناقص 11 في المئة، وتوقع ناقص 10 في المئة في يونيو 2011 على إثر الأحداث الإقليمية". وأضاف المصدر أن "هذه العوامل الخارجية تؤثر بشكل خطير على الوضعية المالية للشركة مع خسائر تقدر ب` 20 مليون درهم كل أسبوع، مشيرا إلى أنه مع العجز المتوقع في نهاية 2011، ستعرف الخطوط الملكية المغربية لأول مرة في تاريخها خسائر سنوية هامة تهدد أسسها".