قرر ممثلو النقابات وشركة الخطوط الملكية المغربية تأجيل الحوار الاجتماعي إلى ما بعد السنة الجارية. وذكر بلاغ للشركة أنه أخذا بالاعتبار للوضعية المالية للشركة، وتضامنا وحرصا على الحفاظ على الشغل داخل المؤسسة ومشاريعها الطموحة في التطور، قرر مستخدمو الخطوط الملكية المغربية، من خلال ممثليهم النقابيين، والإدارة، باتفاق مشترك، تأجيل جميع الإجراءات التي تهم الزيادة في الأجور إلى فاتح يناير 2012. وأضاف المصدر ذاته أن الاجتماعات التي عقدت بين الرئيس المدير العام للشركة الوطنية السيد ادريس بنهيمة، والممثلين النقابيين يومي 28 و31 ماي الجاري، مكنت من إطلاع الشركاء الاجتماعيين على وضعية الخطوط الملكية المغربية والاستماع إلى تعليقاتهم وانشغالاتهم، كما شكلت فرصة لبحث نتائج الحوار الاجتماعي الذي جرى خلال أبريل الماضي بين الحكومة وأرباب العمل والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية. وبعد أن ذكر بالصعوبات الظرفية التي تواجهها الشركة منذ 2008، أشار الرئيس المدير العام أن الخطوط الملكية المغربية تواجه في 2011 ظرفية أكثر صعوبة تتميز بارتفاع سعر المحروقات من 115 دولار مقابل 81 دولار مقررة في الميزانية، ما أدى إلى ارتفاع فاتورة المحروقات ب`42 في المائة، وانخفاض حركة النقل في ماي بناقص 11 في المائة، وتوقع ناقص 10 في المائة في يونيو 2011 على إثر الأحداث الإقليمية. وأضاف المصدر أن هذه العوامل الخارجية الثقيلة تؤثر بشكل خطير على الوضعية المالية للشركة مع خسائر تقدر ب`20 مليون درهم كل أسبوع، مشيرا إلى أنه مع العجز المتوقع في نهاية 2011، ستعرف الخطوط الملكية المغربية لأول مرة في تاريخها خسائر سنوية هامة تهدد أسسها. وأشار إلى أن الهدف المستعجل ذا الأسبقية اليوم هو تجاوز هذه الوضعية السلبية بأسرع ما يمكن مع إطلاق مشروع طموح للتطوير يرمي إلى جعل الخطوط الملكية المغربية فاعلا في المقام الأول على الصعيد الإفريقي. وبخصوص نتائج الحوار الاجتماعي على المستوى الوطني، تقرر انخراط مجموعة الخطوط الملكية المغربية في هذه الدينامية الاجتماعية لتلبية المطالب الأكثر إلحاحا للمستخدمين، وضرورة أن يشكل الملف المطلبي الذي تقدم به الشركاء الاجتماعيون لدى إدارة الشركة مرجعا للمناقشات المقبلة. وذكر المصدر أن أهمية خاصة ستولى لجميع عناصر الحوار الاجتماعي الكفيلة بتسهيل إعادة هيكلة العنصر البشري في اتجاه رفع الإنتاجية، وتحسين جودة الخدمة، وخفض التكاليف الإجمالية للإنتاج. وأضاف المصدر أن مستخدمي الشركة يعتزمون من خلال هذا الموقف التعبير عن ارتباطهم بالشركة والمساهمة في القرارات الاستراتيجية التي أصبحت ضرورية بسبب تطور النقل الجوي بالمغرب، معربين عن الأمل في وضع مخطط وطني لتطوير قطاع النقل الجوي من طرف الحكومة من شأنه مواكبة الخطوط الملكية المغربية في مشاريع نموها على المستوى القاري. وذكر البلاغ أن الخطوط الملكية المغربية ستظل، بصفتها مقاولة وطنية، وبالتشاور مع شركائها الاجتماعيين، وفية لقيمها المتمثلة في المواطنة، والمسؤولية الاجتماعية، وتشبثها بالحوار الاجتماعي.