تسلمت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية اليوم الثلاثاء خلال حفل نظمته المكتبة وسفارة كرواتيا بالمغرب هبة عبارة عن نسخ من أعمال المستشرق الكرواتي فرانجو دومباي. ويتعلق الأمر بثلاث نسخ تؤرخ للعلاقات الدبلوماسية بين جمهورية دوبرفينك (كرواتيا حاليا) والمملكة المغربية خلال القرن ال`18 عندما كان فرانجو دومباي، يشغل منصب مترجم لدى أول قنصل نمساوي بطنجة مابين1783 و 1790. هذا فضلا عن مؤلف يضم خلاصة لسيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام طبعت سنة 1795 مرفوقة بتحليل الكاتب للجوانب الفلسفية والسياسية للحضارة الإسلامية والقيم التي يزخر بها الدين الإسلامي. وقال سفير كرواتيا بالمغرب السيد داركو بيفيكيتش، خلال حفل تسليم هذه الأعمال، أن دراسة دومباي للغتين العربية والفارسية مكنتاه من الاطلاع والاهتمام بالحضارتين العربية والإسلامية، حيث تم تعيينه مترجما بسفارة النمسا بطنجة عندما كانت كرواتيا آنذاك تابعة لها. وهكذا أرخ دومباي - يضيف السفير - لتاريخ السلالة العلوية وجميع الملوك المغاربة منذ فترة مولاي علي الشريف 1631-1636 إلى فترة حكم مولاي سليمان 1792-1822، وقد كتبت هذه المؤلفات باللغة الألمانية، التي كانت اللغة الرسمية للنمسا في ذلك الوقت. وأبرز الدبلوماسي الكرواتي أن هذه الأعمال تكتسي رمزية كبيرة، و تعكس عمق التسامح والتعايش بين حضارات وديانات وثقافات مختلفة، خاصة كتاب فرانجو دومبي عن سيرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وهو الكتاب الذي طبع على نفقة الكنيسة الكاثوليكية بزغرب. من جانبه، أشاد مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية السيد ادريس خروز بهذه المبادرة التي تعكس دور الثقافة ، والمكتبة، على وجه الخصوص، في خدمة الدبلوماسية الثقافية. كما قدم السيد خروز خلال هذا اللقاء، الذي حضره المؤرخ وعضو أكاديمية المملكة السيد عبد الهادي التازي، نبذة عن الأعمال المهداة، التي من شأنها تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين والتعريف بحضارتهما. يشار إلى أن دومبي قام خلال إقامته بالعاصمة الكرواتية، بتحرير والترجمة من العربية لعشرات من الكتب حول تاريخ السياسة المغربية و نحو اللهجة الطنجاوية وعلم المسكوكات المغربية والفلسفة والدين الإسلاميين. كما درس اللغات التركية والفارسية والعربية بالأكاديمية الملكية للغات الشرقية بفيينا. وتأتي هذه المؤلفات، التي ستظل أصولها محفوظة بخزينة الكتب النادرة بالمكتبة الوطنية بزغرب لإغناء الرصيد التوثيقي للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية و التي ستصبح بعد ترجمتها ذات قيمة كبيرة للباحثين المغاربة.