تم ،اليوم الأربعاء بالرباط، التوقيع على اتفاق جديد لتحرير النقل الجوي بين المغرب وموريتانيا يحل محل الاتفاق المبرم في يوليوز 1970، ويتم بموجبه تحديد عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين حسب الطلب. ويرتقب بعد إبرام الاتفاقية، التي وقعها وزير التجهيز والنقل السيد كريم غلاب مع نظيره الموريتاني السيد يحيى ولد حدمين على هامش اجتماع مشترك، أن يرتفع عدد الرحلات الخطوط الملكية المغربية إلى 14 أسبوعيا، وأن تؤمن موريتانيا رحلتين على الأقل أسبوعيا بعد إحداث شركة النقل الجوي الجديدة "موريتانيا أيرلاينز للطيران". وكانت اتفاقية 1970 تحدد عدد الرحلات في 9 أسبوعيا لكل دولة، ظلت الخطوط الملكية المغربية تؤمن 7 منها فعليا في ظل غياب شركة موريتانية للنقل الجوي آنذاك. وأكد السيد غلاب، في كلمة بالمناسبة، أن المغرب يولي أهمية بالغة لهذه الشراكة، نظرا للعلاقات الاستراتيجية القائمة بين المغرب وموريتانيا، وعلاقات الجوار التي يستدعي تعزيزها إعطاء أولوية لقطاع النقل سواء بالنسبة للبضائع أو المسافرين. كما أشاد الوزير بإحداث شركة النقل الموريتانية الجديدة كمبادرة هامة من شأنها الرقي بمستوى النقل الجوي وفعاليته وإحداث نوع من التوازن بين البلدين في هذا المجال مقارنة مع السابق، خاصة في ظل إرساء شراكة متميزة بين الخطوط الملكية المغربية و"موريتانيا أيرلاينز للطيران" والتي ستعطي دفعة للشركة الناشئة بفضل التعاون التقني. وأشار السيد غلاب أيضا إلى أن اجتماع اليوم يأتي بعد اللقاء الذي جمع الطرفين على هامش أشغال مؤتمر وزراء النقل بالدول المطلة على المحيط الأطلسي بليبروفيل يومي 10 و11 ماي الجاري. وتشمل هذه الشراكة المرتقبة بين الشركتين الوطنيتين اعتماد الرمز المشترك وإقامة تحالف استراتيجي فعال بين الناقلتين، فضلا عن تمكين "موريتانيا أيرلاينز للطيران" من الاستفادة من خبرات وكفاءات الخطوط الملكية المغربية في مجالات التسيير، وصيانة الطائرات، وتنظيم دورات تكوينية حسب احتياجات الجانب الموريتاني. من جهته، أعرب الوزير الموريتاني عن رغبته في أن تستجيب الشراكة الجديدة لتطلعات البلدين في توفير خدمات نقل مميزة وفعالة في جميع الميادين، سواء في النقل البري أو البحري أو الجوي. كما عبر عن ارتياحه لإبرام اتفاقية تحرير الأجواء الجديدة التي تضمن نوعا من التكامل بين شركتي الخطوط الملكية المغربية و"موريتانيا أيرلاينز للطيران"، خاصة عبر اعتماد رمز مشترك، مؤكدا على الآفاق الواعدة لهذه الشراكة مستقبلا، بالنظر لأهمية موقع موريتانيا كبوابة لإفريقيا الغربية. كما أشاد الوزيران بنتائج المفاوضات الجوية التي جرت بالرباط يومي 17 و21 ماي الجاري بين خبراء البلدين، والتي أسفرت عن ضبط مقتضيات الاتفاق الجديد للخدمات الجوية الذي ينص بالخصوص على حق تعيين عدة شركات للطيران ويكتسي طابعا متحررا بالنسبة للرحلات والحمولات وكذا التعريفات. من جهة أخرى، استعرض الوزيران خلال الاجتماع وضع التعاون القائم بين الطرفين في مجالات التجهيز والنقل (البنيات التحتية، والخدمات اللوجيستيكية للنقل، وكذا النقل البحري والجوي)، منوهين بالخصوص بمستوى التعاون القائم بين البلدين في مجال الطيران المدني. وسجلا بارتياح النتائج المسجلة عل مستوى حركة النقل الجوي بين البلدين، والتي عرفت خلال سنة 2010 ارتفاعا بأزيد من 36 في المائة، مقارنة مع 2009، وأزيد من 43 في المائة خلال الشهور الأربعة الأولى من 2011، مقارنة مع نفس الفترة من 2010.