(إعداد: حسن سعودي) - أطلت الفنانة سوزانا باكا، الملاك الأسود للأغنية البيروفية من أصل إفريقي، مساء أمس الإثنين على جمهور مهرجان موازين - إيقاعات العالم، الذي يطفئ هذه السنة شمعته العاشرة. وشنفت باكا، التي اختارت أن تطل على جمهورها بلباس أبيض ناصع وبقدمين حافيتين رمزا للصفاء والنقاء، خلال هذه الأمسية الموسيقية التي نظمت بالمسرح الوطني محمد الخامس و التي رافقها فيها ثلاثة موسيقيين (عازف على القيثارة وآخر على الفيولونسيل وثالث على الطبل)، الحضور بباقة من روائع ريبيرتوارها والممزوجة بالأنغام الإفريقية واللكنة الكارايبية. وسوزانا باكا، الحائزة على جائزة غرامي اللاتينية عن ألبومها "الحزن الأسود" فنانة عصامية، احتكت بالغناء منذ نعومة أظافرها، بحي الصيادين قرب العاصمة ليما حيث تأثرت بالبحر وبكفاح الصيادين من أجل لقمة العيش. وتغني مطربة البيرو الشهيرة بصوتها الشجي والعميق قصة زنوج أمريكا اللاتينية التي يجهلها الكثيرون، وكيف زج بهم كعبيد في البيرو، وقد قررت، لحساسيتها تجاه الميز العنصري، رسالة خلق جسر بين ثقافة الزنوج في البيرو وبين أجدادهم. تشكل إبداعات سوزانا باكا أنطولوجية رائعة لاكتشاف الموسيقى الأفرو- بيروفية، وهي تجمع بين التقليدي والعصري، أولاها "كولور دي روسا بويزيا إي كانطو نيغرو" (لون الوردة شعر وغناء زنجي) سنة 1997، وآخرها "أفرودياسبورا" (أفارقة الشتات) الذي أصدرته هذه السنة. وتنتمي باكا، المزدادة في أربعينيات القرن الماضي بالعاصمة البيروفية ليما، لعائلة موسيقية وهي التي لم تتعلم الموسيقى، كما قالت في أكثر من مناسبة، وتعمل مع زوجها ريكاردو بيريرا على جمع التراث الموسيقي والغنائي البيروفي الإفريقي، وقد أحدثت سنة 2002 مؤسسة خاصة لهذا الغرض. مع سوزانا باكا ونجوم عالميين آخرين، من القارات الخمس، يحتفل مهرجان موازين الذي ينظم تحت الرعاية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 28 من الشهر الجاري بتنوع الإيقاعات والثقافات، مؤكدا مكانته بين أبرز المواعيد الموسيقية العالمية.