أشاد وزير الشؤون الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ب` "الإصلاحات المؤسساتية العميقة" التي أعلن عنها المغرب مؤخرا من أجل تعزيز الديمقراطية. وتطرق فراتيني، في حديث مع مجلة "ماروك أوجي" (مغرب اليوم)، في عددها الأول، على الخصوص، ل` "التطورات الهامة التي تم تسجيلها في مجال حقوق الإنسان والنهوض بأوضاع المرأة، إضافة إلى المشروع الطموح للتعديل الدستوري". واستعرض أيضا التغيرات التي همت المجال الاجتماعي، ولا سيما قطاعات التعليم والصحة والخدمات الأساسية. وأكد الوزير الإيطالي أنه "ليس من قبيل الصدفة" أن "يستفيد المغرب من الوضع المتقدم في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى انفتاح المملكة والرغبة الكبيرة التي أظهرتها دائما لتعزيز تعاونها مع المجتمع الدولي، وعلى الخصوص، مع أوروبا، ولا سيما في الجانب السياسي. وقال رئيس الدبلوماسية الإيطالية إنه "بفضل الدور الذي تقوم به دول مثل المغرب، تمكنت منذ وقت طويل من تعزيز تعاونها مع أوروبا، سيكون من الممكن الانتقال من مجرد قبول المتوسط كحدود جنوبية لأوروبا إلى مفهوم ينظر إليه كجسر حقيقي بين الاتحاد الأوروبي والعالم العربي". وبخصوص التعاون الاقتصادي بين المغرب وإيطاليا، أوضح فراتيني أن المملكة توفر ظروفا اقتصادية مواتية جدا، ولا سيما مؤشرات ماكرواقتصادية مستقرة، ويدا عاملة ذات تكلفة مشجعة، وتدابير تحفيزية مهمة لفائدة المستثمرين الأجانب. كما تطرق، في هذا الصدد، إلى أهمية السوق المغربي الداخلي، واتفاقيات التبادل الحر التي أبرمت مع العديد من الدول، والاستثمارات الكبرى في البنيات التحتية، وكذا المناطق الحرة والمجمعات التكنولوجية. ولاحظ فراتيني، في نفس الإطار، الاهتمام الكبير الذي يبديه المغرب تجاه النموذج الإيطالي للمقاولات الصغرى والمتوسطة والمناطق الصناعية والتي، يضيف الوزير، تتكيف بشكل جيد مع الواقع الاقتصادي وروح المبادرة المغربية. وفي ما يتعلق بمستقبل المنطقة المتوسطية، أكد فراتيني الحاجة إلى ميثاق جديد يتعين خلاله دعم وتعزيز العملية الانتقالية بمبادرات ملموسة. وشدد على أنه "من الضروري إعادة إطلاق الشراكة الأورو - متوسطية من خلال تغيير حاسم للخطوط الاستراتيجية لمواجهة التحديات الجديدة بالمنطقة على مستوى السياسة والأمن والتنمية الاقتصادية المشتركة، وإدارة تدفقات الهجرة وتعزيز الحوار الثقافي والاجتماعي". ومن وراء الأفق الأورو - متوسطي، أعرب الوزير عن دعمه إدراج موضوع العلاقات مع الضفة الجنوبية للمتوسط ضمن النقاط الرئيسية في جدول الأعمال عبر الأطلسي من أجل تطوير أفكار مشتركة في إطار استراتيجيات موضوعة والاتفاق معا على مجموعة من الأدوات اللازمة لتنفيذها. وتصدر "ماروك أوجي" (مغرب اليوم)، التي صدر العدد الأول منها نهاية الأسبوع المنصرم، عن جمعية "جنيماغربينا" (الجيل المغاربي) التي تنشط في مجالي الاتصال والنهوض باندماج الأجانب في إيطاليا.