أشادت سفيرة المغرب ببريطانيا الشريفة للا جمالة، أمس الخميس، بالروابط التاريخية العريقة بين المغرب والمملكة المتحدة. وقالت الشريفة للا جمالة، خلال حفل استقبال نظمته جمعية الصداقة المغربية- البريطانية في مقر وزارة الشؤون الخارجية البريطانية بحضور كبار مسؤولي الوزارة وأعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات أخرى من عالم الأعمال والفنون، إن "الروابط التاريخية والعريقة التي تربط بين بلدينا، المحبين للسلام، تعمقت بشكل أكبر". وأضافت السفيرة أن "الحوار السياسي المغربي- البريطاني لم يكن أبدا بمثل هذه القوة، من خلال الاتصالات المكثفة على المستوى الوزاري والمشاورات الموسعة والمتنوعة حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ". ومن ناحية أخرى، أبرزت الشريفة للا جمالة النجاح الذي حققه البلدان في مجال تعزيز مبادلاتهما التجارية بفضل استراتيجية محددة الأهداف تم تفعيلها على مدى العامين الماضيين، وذلك على الرغم من الظرفية الاقتصادية الدولية غير المحفزة. وقالت السفيرة "خلال هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، تمكنا من ضمان نمو مطرد ومستمر لمبادلاتنا التجارية من خلال استراتيجية محددة تم اعتمادها خلال العامين الماضيين"، مبرزة أن المغرب والمملكة المتحدة يتطلعان لتعميق وهيكلة علاقاتهما التجارية خدمة لتقدمهما المشترك، عبر استهداف قطاعات محددة ومن خلال العمل بشكل وثيق مع رجال الأعمال بكلا البلدين. وذكرت الشريفة للا جمالة، في هذا السياق، باعتماد أجندة الشراكة الثنائية شهر مارس الماضي، والتي تحدد أهدافا ثابتة وخارطة طريق واضحة لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين في كافة المجالات. وأبرزت أن "أجندة الشراكة هاته تهدف في المقام الأول إلى الدفع بعلاقاتنا الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية حقيقية". وسجلت السفيرة أن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز وعقيلته صاحبة السمو الملكي دوقة كورنوول شهر أبريل الماضي للمغرب تعد تجسيدا فعليا للدينامية الإيجابية للعلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أنه خلال هذه الزيارة، جدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أعلى مستوى، خلال المحادثات التي أجراها جلالته مع الأمير تشارلز، الطموح المشترك لدعم التقارب بين المملكتين. وقالت الشريفة للا جمالة "إن هذه الزيارة مكنت أيضا من الدفع بالتزام بلدينا من أجل الحوار بين الأديان، وضرورة إقامة جسور للتفاهم والتسامح بين شعبينا". وعبرت السفيرة، بهذه المناسبة، عن خالص تقدير المغرب للتضامن والدعم اللذين عبرت عنهما الحكومة البريطانية للمملكة على إثر الاعتداء الإرهابي الجبان الذي وقع يوم 28 أبريل الماضي بمراكش. + المملكة المتحدة: دعم متجدد للمغرب، البلد الذي يتقدم بعزم على درب الديمقراطية + من جانبه، أبرز السيد باتريك ديفيس نائب المدير المكلف بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية البريطانية أن المغرب يظل بلدا أساسيا ضمن الاستراتيجية الجديدة لبلاده بالمنطقة. وأكد المسؤول أن علاقات التعاون بين البلدين أحرزت تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، منوها بالعمل الذي تقوم به في هذا الاتجاه سفارتا البلدين بلندن والرباط. وقال السيد ديفيس إن المجتمع المدني يضطلع أيضا بدور هام في تعزيز العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة. وجدد المسؤول بوزارة الخارجية البريطانية، بهذه المناسبة، دعم المملكة المتحدة للبرنامج الهام للإصلاح الذي أعلن عنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطابه ليوم 9 مارس الماضي.