أشادت الشريفة للا جمالة العلوي، سفيرة المغرب ببريطانيا، بالمستوى الرفيع، الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، مؤكدة أن روابط الصداقة التاريخية العريقة، كان لها أثر في تمتين تلك العلاقات، والارتقاء بها إلى مستوى شراكة قوية في العديد من المجالات. وقالت الشريفة للا جمالة العلوي، في حديث إلى جريدة "المساء" نشرته أمس الاثنين، إن الحوار بين البلدين جرت مأسسته في سنة 2006، عن طريق إحداث منتدى الحوار الوزاري بينهما بشقيه السياسي والاقتصادي . وبخصوص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أكدت سفيرة المغرب ببريطانيا أنها تشهد تطورا مهما، إذ شهدت في الآونة الأخيرة دينامية جديدة، تتمثل على الخصوص، في خلق وتعزيز دور مجلس الأعمال المغربي-البريطاني، الذي يشكل فضاء فعالا للتواصل ونسج راوبط ذات طابع اقتصادي وتجاري بين رجال أعمال البلدين، مما أعطى دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بينهما. وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن المبادلات التجارية بين المغرب وبريطانيا تضاعفت خلال السنوات الأخيرة ثلاث مرات، متجاوزة مليار جنيه إسترليني سنة 2008، وكذلك الشأن بالنسبة للاستثمارات البريطانية بالمغرب، التي تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. وشددت الشريفة للا جمالة العلوي على ضرورة تعزيز هذه الدينامية حتى ترقى إلى انتظارات البلدين وتكون في مستوى المؤهلات والإمكانيات المتوفرة لديهما، مذكرة بأن العلاقات بين البلدين سجلت العديد من المكتسبات، وأن هناك إرادة للدفع بهذه العلاقات إلى الأمام في جميع المجالات. وأكدت أن المؤتمر السنوي حول الاستثمارات في المغرب، الذي انعقد، أخيرا، بلندن، يعد من أهم المجهودات التي قامت بها سفارة المغرب ببريطانيا للترويج لوجهة المغرب الاستثمارية، إذ شكل هذا الملتقى، الأول من نوعه، منعطفا جديدا في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي حظي به من طرف رجال المال والأعمال لكلا البلدين، وكذا وسائل الإعلام البريطانية والدولية. وأشارت إلى أن هذا الملتقى، الذي تميز بمشاركة شخصيات عديدة رفيعة المستوى، من ضمنهم وزراء ورجال أعمال من كلا البلدين، شكل فرصة للتعريف عن قرب بمؤهلات المغرب والإمكانيات التي يتيحها للمستثمرين البريطانيين، معبرة عن أملها في أن يكون هذا المؤتمر موعدا سنويا بالنسبة إلى الفاعلين الاقتصاديين، وأن ينعقد بصفة منتظمة ودائمة. وفي إطار تشجيع الاستثمارات البريطانية في المغرب، أعلنت سفيرة المغرب ببريطانيا عن مشروع لفتح مكتب للاستثمارات بلندن. وبخصوص المجال السياحي، أبرزت الشريفة للا جمالة أن المغرب يعرف توافد أعداد كبيرة من السياح البريطانيين، حيث تعد المملكة وجهة سياحية معروفة لدى هؤلاء السياح، مشيرة إلى أن هناك مسعى لتعريف الجمهور البريطاني أكثر بالموروث الثقافي والحضاري للمملكة، وكذا بالإنجازات الرائدة التي عرفتها تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس في شتى المجالات، بما في ذلك حقوق الإنسان والمرأة والمشاريع الاقتصادية التي هي في طور الإنجاز، لتقديم صورة مشرقة للمملكة كشريك فاعل وفعال على المستويين الإقليمي والدولي. من جهة أخرى، قالت الشريفة للا جمالة العلوي إن سفارة المغرب بلندن تحرص على أن يكون للجالية المغربية المقيمة ببريطانيا ارتباط روحي وثقافي وثيق بالوطن الأم، إذ تعمل على تأطير الجمعيات المغربية المتواجدة بهذا البلد بشكل يرعى مصالح هؤلاء المواطنين، ويكفل ارتباطهم بهويتهم المغربية الموجودة، سواء في الميدان الاجتماعي، أو الثقافي، أو الديني. وأضافت أن السفارة تعمل بتنسيق مع مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة القاطنين بالخارج على تسهيل عملية تدريس اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية المغربية، كما تقوم بالإشراف على تأطيرهم الديني سواء بواسطة الواعظ القار الموجود بالمركز الثقافي الإسلامي بلندن، أو بواسطة الواعظين الذين يجري بعثهم خلال شهر رمضان الأبرك. كما أبرزت الاحترام الذي تحظى به الجالية المغربية ببريطانيا، مؤكدة أن هناك أطرا وطاقات ومثقفين من أصل مغربي نجحوا في التأقلم مع مكونات المجتمع البريطاني، والاندماج السليم فيه.