منذ إحداثه بكلية سانت أنتوني بجامعة أوكسفورد، ترسخ كرسي محمد السادس للدراسات المغربية والمتوسطية كوسيلة فعالة لتعزيز العلاقات بين المغرب وبريطانيا عبر المعرفة. وقد خصص الكرسي، المحدث سنة 2004، للدراسات حول المغرب والمنطقة المتوسطية وكذا للإشراف على أعمال البحث والنشر التي يقوم بها أساتذة باحثون بأوكسفورد حول المنطقة وخاصة في ميادين العلوم السياسية والعلاقات الدولية وكذا في الاقتصاد السياسي للمغرب المعاصر ولحوض المتوسط. وأوضح السيد مايكل ويليس الأستاذ بجامعة أوكسفورد والأستاذ الكرسي أن "الهدف من إحداث هذا الكرسي هو تشجيع البحث حول المغرب" مشيرا إلى أن هذه المبادرة مكنت من سد الفراغ الحاصل على هذا المستوى. وقد انكب الكرسي، المحدث بمبادرة من الجمعية المغربية البريطانية التي ترأسها سفيرة المغرب ببريطانيا الشريفة للا جمالة العلوي، على تشجيع التفاهم وتبادل المعرفة بين المغرب والمملكة المتحدة. وقال السيد ويليس إن الدراسات واللقاءات التي تمت منذ 2004 مكنت من التعريف بالمغرب بشكل جيد وبالإصلاحات التي قام بها في كافة المجالات مبرزا الدور الهام للدراسات الأكاديمية في تعزيز التفاهم. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قد أشاد بمبادرة الجمعية المغربية البريطانية موضحا أنها "ستكون بمثابة جسر فعال لتشجيع الحوار والتفاهم بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية والمنطقة برمتها". وأشار السيد ويليس إلى أن المغرب وبريطانيا "بلدان تربطهما علاقات صداقة عريقة" موضحا أن الكرسي يعمل على مواكبة تعزيز هذه العلاقات من خلال إعطائها بعدا أكاديميا وثقافيا لا يقل أهمية. وقال إن مزيدا من الأبحاث يتم القيام بها حاليا في إطار هذا الكرسي مما يعكس الاهتمام المتزايد الذي يحظى به المغرب. وقد نظمت خلال الثلاث سنوات الأخيرة بمقر كلية سانت أنتوني، سلسلة من اللقاءات من مستوى رفيع، حول الإصلاحات التي قام بها المغرب في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وشكلت هذه اللقاءات، التي شهدت مشاركة شخصيات مغربية وبريطانية بارزة، مناسبة لإبراز النموذج المغربي وأهميته باعتباره تجربة رائدة بالمنطقة. وهكذا، احتضنت الكلية سنة 2008 ندوة حول برنامج الإصلاحات التي نفذها المغرب، بمشاركة نخبة من الباحثين والمسؤولين المغاربة والبريطانيين. وشكلت هذه الندوة، التي تمحورت حول "الإصلاحات في العالم العربي : القوة، الحدود وآفاق الاصلاحات بالمغرب"، فرصة سانحة لدراسة معمقة للإصلاحات التي أدخلها المغرب في الميادين السياسية والإقتصادية والمالية والاجتماعية والتربوية. وفي سنة 2006 احتضنت جامعة أوكسفورد ندوة أخرى من مستوى رفيع حول التقدم الذي حققه المغرب في مجال حقوق الإنسان، بحضور أعضاء سابقين في هيئة الإنصاف والمصالحة وعدد كبير من الباحثين البريطانيين. وتجدر الإشارة إلى أن كلية سانت أنتوني، التي تأسست سنة 1950 وتحتضن كرسي محمد السادس للدراسات المغربية والمتوسطية، متخصصة في الدراسات الإقليمية، خاصة الدراسات حول العالمين العربي والإسلامي. وانصب اهتمام هذه المؤسسة مؤخرا على مسلسل الاندماج الأوروبي، مع إيلاء أهمية خاصة للمنطقة المتوسطية، ممثلة في شمال أفريقيا والمشرق ومنطقة البلقان. وتستقبل الكلية 400 طالبا قدموا من أزيد من 70 بلدا، مما يمنح هذه المؤسسة بعدا دوليا وتنوعا متميزا.