أكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، السيدة أمينة بنخضرة، اليوم الأربعاء بمراكش، أن المواد الفوسفاطية تضطلع بدور حيوي في مجال التنمية البشرية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي. وأضافت السيدة بنخضرة، في كلمة ألقتها خلال افتتاح أشغال الدورة الأولى لمنتدى "سامفوس"، وهو ملتقى دولي موجه للابتكارات التكنولوجية المستقبلية في قطاع الفوسفاط، أن المجمع الشريف للفوسفاط، الذي يعد مقاولة مواطنة، عمل خلال السنين الأخيرة على دعم مجال الابتكار داخل جميع فروع أنشطته وإرساء منهج الجودة ودمج المقاربة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية من أجل تحقيق هذه التنمية البشرية. وأشارت الوزيرة إلى أن هذا المؤتمر، الذي يعرف مشاركة حوالي 800 خبير وباحث وصناعي من القارات الخمس، يضع المغرب في صلب البحث والتجديد التكنولوجي في قطاع الفوسفاط، ويشكل اعترافا للريادة التي تحظى بها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط في مجال الابتكار وللأنشطة التي يقوم بها لمواكبة التطور الذي يعرفه القطاع على المستوى الجهوي والوطني والدولي. وقالت إن هذا الملتقى يكتسي أهمية قصوى بالنظر إلى قيمة المشاركين وأهمية المواضيع التي سيتم مناقشتها والمرتبطة، أساسا، بالابتكارات التكنولوجية في مجال الفوسفاط والتنقيب الجيولوجي والاستخراج المعدني والتثمين الكيميائي. من جهته، أوضح الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، السيد مصطفى التراب، أن هذه المؤسسة وضعت استراتيجية محكمة لتطوير إنتاج الفوسفاط ومشتقاته، وذلك من خلال إدخال منهج الابتكارات التكنولوجية والتجديد داخل هياكلها الإنتاجية، مشيرا إلى أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى الدولي جاء على ضوء المستجدات والتحولات الكبيرة التي عرفها قطاع الفوسفاط خلال الخمس سنوات الأخيرة. ودعا السيد التراب، في هذا الإطار، إلى إرساء مفهوم التجديد والابتكار في قطاع الفوسفاط لتطوير إنتاج المواد الفوسفاطية ومشتقاته من أجل تحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة، التي ينظمها المجمع الشريف للفوسفاط إلى غاية 13 مايو الجاري، تعد أرضية ملائمة بالنسبة للمشاركين لتداول مختلف المواضيع المرتبطة بالابتكارات التكنولوجية والتجديد وتبادل الخبرات والتجارب لتطوير قطاع الفوسفاط. من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للقطب الصناعي بمجمع الشريف للفوسفاط، السيد عمار الدريسي، أن قطاع الفوسفاط يحظى بأهمية كبرى على المستوى الوطني والدولي نظرا لدوره الهام في تحريك الاقتصاد وتحقيق الأمن الغذائي، مبرزا، من جانب آخر، أن هذا القطاع يواجه تحديات كبرى ترتبط بكلفة الإنتاج والرفع من الإنتاجية. وأمام هذه الوضعية، يضيف السيد الدريسي، عمل المجمع الشريف للفوسفاط على تطوير آلياته الإنتاجية من خلال إدخال عناصر الابتكار والتجديد ونهج حكامة جيدة في مجال تدبير القطاع ساهمت بشكل كبير في الرفع من إنتاجية الفوسفاط ومشتقاته ومكنت بالتالي من تلبية احتياجات السوق. وأجمعت باقي التدخلات على أن الرفع من الإنتاجية وتثمين المواد الفوسفاطية رهين بإدخال عوامل الابتكار التكنولوجي في هذا القطاع، وإرساء مرونة بين البحث العلمي وهذه التكنولوجيا لخلق آليات متطورة لتنمية القطاع الفوسفاطي، داعين، من جانب آخر، إلى احترام المجال البيئي والتنوع الطبيعي لتحقيق التنمية المستدامة المنشودة. وسيناقش المشاركون في هذا الملتقى مواضيع تهم، بالخصوص، "سامفوس 2011 .. موعد الابتكار داخل قطاع الفوسفاط" و"بانوراما قطاع الفوسفاط بالمغرب" و"الفوسفاط .. قطاع المستقبل" و"الفلاحة والتسميد" و"التكنولوجيا والابتكار .. رافد للتنمية البشرية". وموازاة مع ذلك، سيتدارس المؤتمرون من خلال ورشات موضوعاتية مواضيع تتعلق بصناعة الفوسفاط، من قبيل تحسين الجودة العضوية للاسمدة وإشكالية النفايات داخل صناعة الفوسفاط والسلامة والنفايات داخل الوحدات الصناعية. وبهذه المناسبة، وقف المشاركون في هذا الملتقى الدولي دقيقة صمت ترحما على أرواح شهداء الاعتداء الارهابي الذي استهدف مقهى "أركانة" بساحة جامع الفنا بمراكش، منددين بشدة بهذا العمل الإجرامي الدنيء.