قالت السيدة أمينة بنخضرة وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، اليوم الخميس بالرباط، إن تعزيز شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص في قطاع الطاقة والتعدين، ضمن التعاون بين تجمع بلدان الساحل والصحراء (س.ص) أو مع مجموعات جهوية أخرى، يعد عملية "مربحة" لكل الأطراف. وأوضحت السيدة بنخضرة، في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة الرابعة لاجتماع الوزراء المكلفين بالطاقة والتعدين بالدول الأعضاء في تجمع الساحل والصحراء أن هذه الشراكات ستمكن من تسريع الإندماج الاقتصادي، وتنمية المشاريع المعدنية والطاقية، وكذا المشاريع البنيوية التي ترتكز عليها. وأضافت أنه يتعين على البلدان الأعضاء بالتجمع، التي ما تزال ثرواتها لم تستثمر إلا بشكل ضعيف، أن توفر إمكانيات واسعة في مجال الاستثمار بالنسبة للمقاولات المعدنية والطاقية، مشيرة في هذا الصدد، إلى أنه يتعين على هذه البلدان أن تستثمر مواردها محليا بتحويلها لمواد جاهزة ذات قيمة مضافة، كي لا تظل فقط مزودة للآخرين بالمواد الأولية الخام المتعرضة لتقلبات ومضاربات الأسواق. وأشارت الوزيرة إلى أن المغرب، الذي اكتسب تجربة وخبرة طويلتين في مختلف فروع قطاع الطاقة والتي يقتسمها مع بعض الدول الإفريقية الشقيقة، مستعد لكي يوسعها لتشمل دولا أخرى من التجمع. وأبرزت السيدة بنخضرة أن المغرب، الذي يشهد دينامية نمو سريعة، وضع استراتيجية طاقية جديدة، والتي بالرغم من كونها طموحة، فهي تبقى واقعية في التركيبة المتنوعة للباقة الطاقية الوطنية. وأضافت أن المغرب يطور الطاقات المتجددة بهدف الرفع من مساهمتها في الاستهلاك الطاقي الابتدائي بما يناهز 2 بالمائة سنة 2008، لتصل إلى نسبة 10 إلى 12 بالمائة سنة 2020، و15 إلى 20 بالمائة سنة 2030، وذلك توافقا مع التوجه العالمي. من جهته، نوه السيد محمد المدني الأزهري الأمين العام لتجمع بلدان الساحل والصحراء بصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عضو مجلس رئاسة التجمع، الذي ما انفك، ومنذ انضمام المغرب إلى التجمع، يسعى الى جعل المملكة تضطلع بدور رئيسي في هذه المنظمة، من خلال المساهمة في تحقيق أهدافها المرسومة، والمشاركة في تضافر الجهود العملية الهادفة إلى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية أفضل لبلدانها. كما أشاد السيد المدني الأزهري بالنجاحات التي حققتها المملكة المغربية في مجال الطاقة والتعدين، من خلال إطلاقها لبرنامج طموح في مجال الطاقات البديلة والمتجددة، بما فيها الطاقة الشمسية، بميزانية بلغت أزيد من تسعة مليارات دولار، وذلك بتوجيهات حكيمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يعي تماما رهانات وتحديات الالفية الثالثة . ودعا الأمين العام للتجمع، الدول الأعضاء إلى رص الصفوف وإقامة تعاون فعال جنوب-جنوب، من خلال إنشاء تجمعات إنتاجية، والملاءمة بين القوانين والمعايير الصحية والأمنية بالدول الأعضاء، والتأسيس لأسعار تفضيلية للمواد النفطية، وكذا تطوير شبكات الربط الكهربائي للدول المتجاورة. وتروم الدورة الرابعة لاجتماع الوزراء المكلفين بالطاقة والتعدين بالدول الأعضاء في تجمع الساحل والصحراء، التي افتتحت أمس الأربعاء على مستوى الخبراء، والمنعقدة على مدى ثلاثة أيام، تبادل الآراء حول إمكانيات التعاون في مجال الطاقة، والتعاون في مجال الموارد المنجمية ومجالات سلامة المنشآت الطاقية والمعدنية وحماية البيئة. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب انتخب رئيسا للاجتماع الرابع للوزراء المكلفين بالمعادن والطاقة بالبلدان الأعضاء في تجمع دول الساحل والصحراء، الذي تأسس في رابع فبراير 1998 بالعاصمة الليبية طرابلس.