يعكف حوالي ثلاثين شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة، منحدرين من مختلف جهات المملكة، على تداريب داخل بهو لدار الطالب ب "ديور الجامع" بالرباط، للتحضير للعرض المسرحي "سفراء"، سعيا منهم إلى الكشف عن عالم لأشخاص يملكون "كفاءات مختلفة "، وقيما وطاقات استثنائية تكسر كل الأحكام الجاهزة. تتعالى أصوات غنائية مصحوبة بحركات رقص تعبيرية لهؤلاء الشباب، يرافقهم في ذلك مسؤولون فنيون وتربويون من فرنساوإسبانيا، في محاولة منهم تحويل خشبة المسرح الوطني محمد الخامس الجمعة المقبل ( 13 مايو) "جزيرة جديدة للكنز" بمغامراتها التي تزخر بشخصيات وأحداث ممتعة، تحقق المتعة والفرجة من جهة، واحترام ورد الاعتبار لهذه الفئة من جهة أخرى. وتتجلى رمزية هذا العرض في استعارة "جزيرة الكنز"، التي تبرز إلى أي مدى يمكن أن يكون العالم "المستور" للأشخاص المعاقين عالما غنيا يسعى من خلاله هؤلاء الأشخاص، الذين يعانون من إعاقات جسدية أو ذهنية، إلى تطوير مهارات خارقة لتعويض ما يعتبر نقصا حسب "الفهم العادي" للأمور. "ستفتح خشبة المسرح الوطني الجمعة المقبل ل(سفراء) من نوع خاص سيعملون بلا شك على إعادة اكتشاف كنوز مدهشة في تجربة فنية وإنسانية من النوع الرفيع"، يقول السيد العربي الحارثي مدير مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء. ويسعى هذا العرض المسرحي - يضيف السيد الحارثي- لخلق فضاءات للإبداع والتبادل وتعزيز الروابط بين هؤلاء الأشخاص وباقي فئات المجتمع، واكتشاف زخم وغنى العالم المختبئ في الكثير من الأحيان في "عالم أشخاص يملكون كفاءات مختلفة". ويشكل هذا العرض الفني، يقول ، نتاجا لأسبوعين من التلاقي والعمل الجاد، يشرف عليه فنانون قادمون من إسبانيا، والمغرب، وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، لتقديم العرض لعموم الجمهور على خشبة المسرح الوطني، مؤكدا أن الأمر يتعلق بنشاط إبداعي ذي أبعاد اجتماعية، يستهدف المشاركين والمتفرجين على حد سواء . وأشار إلى أن هذه التداريب تنظم على مدى أسبوع في إطار الورشة الوطنية الأولى بالمغرب "المسرح الآخر- جزيرة الكنز"، والرامية إلى تشجيع العديد من الأنشطة مع التركيز على الطفولة والشباب على الخصوص، سواء من خلال برمجة مهرجانات مثل "مهرجان الضفتين" و"فردوس القمر" و"فرحة شفشاون" و"مدريد الجنوبية"، أو من خلال ملتقيات مثل "حوارات مباشرة" و"الثقافة والشباب والضاحية"، أو من خلال فضاءات للإبداع والتكوين، أو ندوات في كل من المغرب وإسبانيا. وللإشارة، تحظى هذه المبادرة المنظمة من قبل مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي وجمعية المستقبل لتربية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ومسرح محمد الخامس، بدعم الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والتنمية، ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن. كما يشارك في هذه الورشة جمعيات من مختلف ربوع المملكة كالحمامة البيضاء (تطوان) وحنان (تطوان) والصداقة (شفشاون) وبسمة (فاس) وآفاق (مكناس) والتواصل (عين حرودة) والتحدي (كلميم) وبسمة (الرباط) ودار المعاقين (بركان) والتضامن للمعاقين (دمنات).