تطرقت المجلة الشهرية "أرابيز" للعالم العربي والفرنكوفونية، الصادرة بباريس، إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإنجاح مشروع طنجة-المتوسط، مسجلة أن تنفيذ هذا المشروع متواصل "على الرغم من الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على الاستثمار". وكتبت المجلة، في مقال معزز بشهادات مسؤوليين بمجموعة من المؤسسات وخبراء دوليين يشيدون بأهمية هذا المشروع "الطموح"، أن من شأن مشروع "طنجة المتوسط أن يضع الممكلة في الطليعة على الصعيدين المتوسطي والدولي".
وكانت المجموعة البريطانية "أوكسفورد بيزنس غروب"، قد أشارت، مؤخرا في تقرير لها، إلى أنه "إذا كان البطء الاقتصادي يعرقل تمويل المشاريع الكبرى المرتبطة بالبنية التحتية في جميع بلدان المغرب العربي، فإن المشروع الطموح لتوسيع ميناء طنجة-المتوسط يسير في الاتجاه الصحيح".
ونقلت المجلة عن خبراء فرنسيين وإسبان أن ميناء طنجة المتوسط "المنبثق عن رغبة ملكية لفك العزلة عن شمال الممكلة"، قد يكون "فاق ميناء مارسيليا (فرنسا) في ما يتعلق بعدد الحاويات المنقولة".
وذكر السيد سعيد الهادي رئيس المجلس المديري للوكالة الخاصة لميناء طنجة المتوسط، بأن الميناء استقبل سنة 2008 مليون حاوية" بما يوازي 20 قدما"، مسجلا أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية فإن وكالة طنجة المتوسط "تتوقع تحقيق نمو بنسبة 30 في المائة عند نهاية السنة الجارية".
وأبرزت المجلة أن "عدد المستثمرين المحليين والأجانب تضاعف عشر مرات بالجهة منذ انطلاق الأشغال"، مسجلة أنه باستثناء طنجة فإن مدنا أخرى كتطوان وأصيلة عرفت دينامية حقيقية في مختلف المجالات، خاصة في ميادين العقار والقطاع البنكي وبناء المستشفيات والمراكز التجارية.
وأكدت المجلة أن ميناء طنجة المتوسط مكن باقي مناطق المغرب من الاستفادة من التنافسية اللوجيستية للموقع التي "من المتوقع أن ترتفع بسبب تصنيفه ضمن المركب الصناعي الجديد"، مستحضرة الخط السككي الرابط بين المدينة والميناء والقطار فائق السرعة (تي جي في) الذي سيجعل من طنجة المتوسط "نقطة لامحيد عنها بالنسبة لرجال الأعمال بضفتي المتوسط والأطلسي".
واعتبرت "أرابيز" أن المنطقة الحرة التي "استقطبت العديد من المجموعات الصناعية والتجارية ومجموعات التمويل ستعزز موقع هذا المشروع، كما أن الخدمات وشروط العمل والموقع الاستراتيجي لطنجة المتوسط" ستجعل من هذا الميناء موقعا استراتيجا وأكثر تنافسية من باقي الموانىء المتوسطية الأخرى".