أجرت وزيرة الصحة السيدة ياسمينة بادو، اليوم الأربعاء بموسكو، مباحثات مع مسؤولين بمنظمة الصحة العالمية، همت على الخصوص التعاون بين المؤسسات الصحية المغربية والمنظمات العالمية ذات الاختصاص، وتجربة المغرب في القضاء على الأمراض غير السارية. وأكدت السيدة بادو، بالمناسبة، أن المغرب أفرد خلال السنوات الأخيرة اهتماما خاصا لمسألة التصدي للأمراض غير السارية (غير المعدية)، عبر خطط وبرامج وطنية ترتكز على أبعاد ثلاثة; منها ما هو وقائي وعلاجي وقانوني، مشيرة الى أن المغرب اكتسب الخبرة الميدانية في هذا المجال بعد أن حقق نجاحات متميزة على مستوى مكافحة الأمراض المعدية والسرطانات. وأبرزت السيدة بادو، في لقاء أجرته مع وفد المنظمة يتقدمه السيد علاء العلوان المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية المكلف بملف الأمراض غير السارية والصحة النفسية، أن مفهوم التنمية الشاملة الذي تبناه المغرب خلال العشرية الأخيرة يجعل من مجال الصحة إحدى أولوياته الوطنية ومدخلا أساسيا للرقي بالأوضاع الاجتماعية، وذلك عبر تأهيل البنيات التحتية الضرورية والموارد البشرية وتوفير الشروط الملائمة لولوج المغاربة للخدمات الصحية. وأكدت وزيرة الصحة، التي تمثل المغرب في المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول أنماط الحياة الصحية والأمراض غير المعدية الذي ينظم في موسكو تحت إشراف المنظمة العالمية للصحة، أن سياسة القرب التي تنهجها وزارة الصحة مكنت المغرب من تحقيق إنجازات على مستوى مكافحة الأمراض غير السارية. وسجلت، في هذا السياق، عزم المغرب على مضاعفة الجهود لتخفيض نسب الإصابات ببعض الأمراض المزمنة والتصدي لها، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الرئة المزمنة والسكري. وعزت الوزيرة نسبة النجاح المشجعة التي حققها المغرب على مستوى التصدي للأمراض غير السارية إلى التنسيق الجاري بين مختلف المتدخلين في إطار برامج وطنية واضحة المعالم ترتبط بمجالات الصحة والشؤون الاجتماعية والرياضة والتعليم، مشيرة الى أن المراهنة تبقى بالأساس على توفير الخدمات الصحية الجيدة للمواطنين وكذا تغيير بعض أنماط الحياة السلبية في الاستهلاك عبر التوعية والتحسيس والوقاية. ومن جهته، نوه السيد علاء العلوان المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية المكلف بملف الأمراض غير السارية والصحة النفسية بالتجربة المغربية الرائدة على صعيد الدول النامية، معتبرا أن النموذج المغربي في مجال تعميم الخدمات الصحية وانخراط المجتمع المدني في الشأن الصحي جدير بأن يشكل قدوة لدول عديدة. وأعرب عن استعداد منظمة الصحة العالمية لتعزيز تعاونها مع المغرب في مجال البحث والدراسات والتكوين الصحي وتنفيذ البرامج الاجتماعية والصحية وإنجاز الاستراتيجيات الوطنية للواقية والعلاج من كل الأمراض المزمنة التي باتت حاليا على المستوى العالمي في مقدمة الأمراض الفتاكة. وأشار السيد العلوان إلى أن الأمراض غير السارية تسببت، حسب آخر الاحصائيات المتوفرة لدى منظمة الصحة العالمية، في وفاة نحو 1ر36 مليون شخص بسبب أمراض مثل أمراض القلب والشرايين وأمراض الرئة ومختلف انواع السرطانات والسكري، وأن نحو 80 في المئة من حالات الوفيات حدثت في البلدان الفقيرة والبلدان المتوسطة الدخل العام. يشار إلى أن موسكو تحتضن، يومي الخميس والجمعة، المؤتمر الوزاري العالمي الأول حول أنماط الحياة الصحية والأمراض غير المعدية الذي ينظم تحت إشراف المنظمة العالمية للصحة. ويهدف هذا المؤتمر الى البحث عن حلول عالمية مشتركة للقضاء على بعض الأمراض المزمنة، وكذا القيام بحملة دولية للحد من عدد من الأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين والسكري وأمراض الرئة المزمنة. كما يتوخى المؤتمر مساعدة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على تطوير وتعزيز السياسات والبرامج المتعلقة بأنماط الحياة الصحية ومكافحة الأمراض غير السارية.