احتضنت القاعة المغطاة ابن ياسين بالرباط، اليوم الأحد، مهرجانا وطنيا شبابيا نظمته جمعية الشعلة للتربية والثقافة، احتفاء بالشباب المغربي، وكذا بالذكرى ال`36 لتأسيس الجمعية، وذلك تحت شعار "المغرب الممكن، مغرب الشباب - مغرب الأمل". وجاء تنظيم هذا المهرجان، الذي عرف مشاركة حوالي خمسة آلاف شاب وشابة يمثلون 94 فرعا بجهات بالمملكة، تتويجا لمختلف اللقاءات والتظاهرات الشبابية التي نظمتها الجمعية خلال موسم 2010 - 2011 شملت جامعات خريفية، جامعات ربيعية، لقاءات دراسية، موائد مستديرة محلية وجهوية، والتي اتسمت بحوارات الشباب حول مختلف القضايا السياسية التي تهم الشباب والمشاركة السياسية ومختلف القضايا ذات الصلة. وأكد رئيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة السيد محمد أمدي، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذا المهرجان هو احتفاء بشباب الشعلة وبالشباب المغربي عامة الذي طالما دافعت الجمعية عن مطالبهم وفضاءاتهم ومؤسساتهم وقضاياهم، مشيرا إلى أن الجمعية "ستظل تساند مطالبهم من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية". وأبرز أن الجمعية، من خلال احتفائها بالشباب، تؤكد أن المغرب الديمقراطي الحداثي هو رهان الشباب، وأن الاستقرار والتنمية والديمقراطية يتطلب فضاءات تحترم خصوصيات وحاجيات الشباب وتحفزهم على الإبداع والمشاركة والعطاء في ظل دولة الحق والقانون والمؤسسات الديمقراطية. من جهة أخرى، أكد السيد أمدي أن الخطاب الملكي السامي لتاسع مارس الماضي "يعد لحظة متقدمة لصالح التغيير الإيجابي ببلادنا وانطلاقة جديدة لبناء مغرب الألفية الثالثة ضمن استراتيجية البناء المتجدد لدولة الحق والقانون"، مبرزا، في السياق ذاته، أن الجمعية قدمت مذكرتها للجنة الاستشارية لمراجعة الدستور والتي ركزت فيها على الجانب التربوي والثقافي والاهتمام بقضايا الطفولة والشباب. وقدم عدد من شباب جمعية الشعلة، بالمناسبة، أهم محاور "نداء الأمل" الذي تضمن مختلف توصيات وخلاصات التظاهرات واللقاءات التي نظمتها الجمعية خلال موسم 2010-2011 . وتضمن هذا النداء ثلاثة جوانب أساسية وهي الجانب التربوي الذي دعوا من خلاله، على الخصوص، إلى إدماج القيم الوطنية ضمن البرامج والمقررات الدراسية خاصة التربية على المواطنة خدمة لترسيخ المواطنة الحقيقية لشباب المجتمع المغربي، وكذا إلى فتح أبواب المدرسة العمومية أمام المبادرات الجمعوية والفاعلين الاقتصاديين خدمة لتكوين مواطن منفتح. أما بخصوص الجانب السياسي، فأوصى الشباب بضرورة اعتبار العنصر البشري المغربي رأسمال حقيقي لبناء المغرب الممكن وذلك لما يمثله من قوة ديمغرافية واقتراحية وإبداعية. كما دعوا إلى اعتبار الحركة الجمعوية شريكا استراتيجيا حقيقيا لبناء مغرب العدالة واحترام حقوق الإنسان والمساواة، فضلا عن الدعوة إلى إنشاء مؤسسة دستورية مستقلة تعتبر قضايا الطفولة والشباب خدمة للعمل الشبابي والسياسي من أجل بناء مغرب الشباب الديمقراطي. كما ركز "نداء الأمل" على جانب مؤسساتي تضمن دعوة الشباب إلى تحديث وإعادة تأهيل فضاءات الطفولة والشباب بما يحترم حقوقهم وتحفيزهم على الإنتاج والإبداع، إضافة إلى تدعيم العمل التطوعي التربوي لضمان استمرار المساهمة في الخدمة التربوية والثقافية للطفولة والشباب بالمغرب، فضلا عن توفير قاعات رياضة وثقافية متعددة الاستعمال. وتم خلال هذا المهرجان تقديم فقرات موسيقية متنوعة ساهم في أدائها مجموعة "ناس الغيوان" التي أتحفت شباب الشعلة بأروع أغانيها المشهورة، وكذا مساهمة الفنانة فاتن هلال بك التي أدت أغنيتي "مشاغبة" و"أنت مرادي". كما ساهمت عدة فرق غنائية تابعة لجمعية الشعلة بلوحات ورقصات فنية تجسد انشغالات الشباب وتعبر عن مدى تعلقهم بالوطن، إضافة إلى مساهمة كل من الفنان عبد الرحيم عسكوري الذي برع في أداء أغاني ملتزمة، ومجموعة "كازا كرو" للفنان شات-مان الذي أتحف بدوره الجمهور بأغاني في فن "الراب". حضره فعاليات هذا المهرجان، على الخصوص، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي السيد أحمد اخشيشن، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد إدريس اليزمي، ورئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط السيد فتح الله ولعلو، والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، وكذا ممثلين عن أحزاب سياسية وهيئات نقابية وجمعيات مهتمة بقضايا الشباب، وطنية وأجنبية.