تابع محبو الفن السابع في قاعة ممتلئة عن آخرها بالرشيدية العرض الأول للفيلم القصير "ظل الحب" بحضور مخرجه عامر الشرقي. وقبل عرض الفيلم، الذي تم أول أمس السبت بغرفة التجارة والصناعة والخدمات، تمكن الجمهور الحاضر من معرفة الفريق الذي أنجز هذا الفيلم القصير والذي يبرز الإسهام الفني والأدبي لشخصيتين فعليتين هما الفنان التشكيلي سعيد نجيمة والشاعر أحمد شاكر. وأوضح السيد الشرقي عامر، خلال تقديمه لفيلمه، أنه اختار فنانين من مدينة الرشيدية باعتبارهما مصدرا للإبداع، ولكن أيضا لكونهما يمثلان ثروة بشرية مهمة بالنظر إلى طاقتهما الاستثنائية على العطاء للآخرين. وإذا كان البعد التوثيقي في هذا الفيلم يجد مبررا له في كونه يعطي الكلمة مباشرة للمعنيين بالأمر لكي يتحدثا عن فنيهما المتبادلين، والعلاقة التي يقيمانها مع محيطهما، فإن البعد الوظيفي لهذا الفيلم القصير يتميز بتثمينه لشخصية واحدة تعكس دور هذا المثقف/الفنان الذي ينسحب بسبب التنكر له. فكل عنصر في الفيلم يحيل على واقعة ما، وعلى بعد ووضع ما ،من الواقعي إلى الخيالي مع تغيير زاوية الرؤيا بالطبع. وهكذا يحكي الفيلم حياة مثقف معزول عن العالم في غرفة غير مرتبة ويعيش في عالمه وزمنه الخاص، اللذين تتخللهما لقطات موسيقية على إيقاع القيثارة وقراءة الكتب مما يضفي على هذا الفضاء مسحة من البؤس . إنه مثقف شاب يعاني من تنكر المجتمع له، يقول السيد عامر الشرقي. فبعد العديد من التجارب الفاشلة والمخيبة للأمل ومشاعر اليأس والإحباط المسكوت عنها، يقدم المخرج هذا الفنان في النهاية هائما على وجهه في صحراء بعيدة وهو يحمل معه معداته التي لاتفارقه ألا وهي قيثارته وكتبه. فهذا الفيلم الذي تصاحب لقطاته موسيقى رائعة، ألفها السيد مبارك أولعربي مغني وملحن مجموعة سارغو باند، يقدم صورة جد قوية تعبر لوحدها عن ذاتها . وتوخى المخرج من خلال هذا الفيلم تمرير رسالة تحفيزية للمجتمع تفيد بأنه يلزم وقت طويل لفرض وضع اعتباري للفنان والمثقف، معتبرا أن مساهمته في تحقيق التوازن النفسي والمعنوي لمجتمع لا يمكن عدها مما يقتضي تعويضه على سبيل الامتنان. للإشارة، فإن الناقد السينمائي عامر الشرقي الذي ألف بشكل مشترك العديد من المؤلفات آخرها "سينما عبد الرحمان التازي، الدعامات الجمالية والثقافية"، هو مدير المهرجان السينمائي الجامعي للرشيدية.