دعا مرضى الوهن العضلي بالمغرب إلى إحداث مخزون استراتيجي من الأدوية الخاصة بهم والضرورية لعلاجهم، من أجل تفادي تكرار ظاهرة غيابها المزمن عن الصيدليات ولاسيما كما كان عليه الحال سنتي 2005 و2010. وفي هذا السياق، يتوصل القيمون على جمعية أصدقاء مرضى الوهن العضلي، التي يوجد مقرها الرئيسي بالقنيطرة، بسيل من الرسائل والنداءات التي يرسلها العديد من المرضى من مختلف ربوع المملكة للتعبير عن استيائهم لفقدان الدواء الضروري لعلاجهم، والذي يؤدي غيابه بشكل أكيد إلى الوفاة أو الإصابة بالشلل. وأوضح رئيس الجمعية الدكتور أحمد الإدريسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "منخرطي الجمعية مستاؤون للغاية من غياب الأدوية، حيث يسائلوننا باستمرار عن الموضوع، سواء من خلال الملتمسات أو الرسائل أو الشكاوى والاتصالات الهاتفية، غير أننا نجد أنفسنا عاجزين عن توفير حاجياتهم من الدواء، فيما يضطر فيه بعض المرضى المحظوظين إلى الاستعانة بأقاربهم في أوروبا للحصول على جرعات الدواء الخاصة بهم". وأشار السيد الإدريسي إلى أن الجمعية تضطر في حالات النقص الحاد في الدواء إلى اللجوء لشركائها في الخارج من أجل توفير كميات قليلة من الأدوية يتم توزيعها على المنخرطين، مبرزا، بهذا الخصوص، ما وقع سنة 2005 حين افتقد المرضى للدواء في الصيدليات. وتحدث رئيس الجمعية، في هذا السياق، عن تجارب العديد من المرضى وبحثهم الدائم عن الأدوية في الصيدليات، مشيرا إلى أن الصدفة تلعب دورا كبيرا في تعرف المرضى على الجمعية والاستفادة بالتالي من خدماتها التي تظل بدورها رهينة تعاون أصدقائها وشركائها. ويعد مرض الوهن العضلي من الأمراض النادرة، وهو مرض يحدث نتيجة اختلال في جهاز المناعة، حيث ينتج عن وجود أجسام مضادة للوصلات العصبية بالعضلات مما يؤدي إلى تناقص في أعداد مستقبلات "الأسيتايلكولين" بالعضلات. ومن بين الأعراض الظاهرة على المريض بالوهن العضلي، التعب الشديد في حالة بذل المجهود وتصلب جميع العضلات ما عدا عضلة القلب، وتصلب العضلات العليا بالأطراف أكثر من العضلات السفلى والتعب العام وصعوبة الحركة وعدم القدرة على تحريك الأطراف وعلى المشي. وبسبب سوء التشخيص أو تأخر الكشف عن المرض أو التوقف عن تناول الأدوية، يواجه المصاب بالوهن العضلي صعوبات كثيرة ومفاجئة من أبرزها الاصابة بالاختناق. كما يعاني مرضى الوهن العضلي، والذين تقدر الجمعية أعدادهم بالمغرب بحوالي ثلاثة آلاف مصاب، من خطورة تعاطي أدوية غير ملائمة لوضعيتهم بسبب سوء التشخيص الناجم بدوره عن صعوبة تحديد طبيعة المرض وأعراضه بسهولة. وبحسب مصلحة الأعصاب بالمستشفى العسكري محمد الخامس فإن هناك نحو 102 دواء يحظر على مرضى الوهن العضلي تعاطيه بشكل مطلق. وتراهن جمعية أصدقاء مرضى الوهن العضلي على المعدات والتجهيزات الطبية الحديثة وباهضة الثمن التي حصلت عليها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إحداث مركز مرجعي متخصص في الأمراض المرتبطة بالأعصاب والعضلات.