تم، اليوم الإثنين بالدارالبيضاء، التوقيع على اتفاقية شراكة تتعلق بوضع وتنفيذ برنامج للتكوين المستمر يروم تأهيل وتحسين قدرات الأطر الإدارية والتربوية لقطاع التعليم المدرسي. ويتضمن برنامج التكوين، المنصوص عليه في الاتفاقية الموقعة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي وجامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء ، تنظيم تكوينات على مدى ثلاث سنوات لتأهيل وتحسين قدرات 600 إطار من أطر قطاع التعليم المدرسي. كما تتضمن الاتفاقية، التي وقعتها السيدة لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي والسيد جعفر خالد الناصري رئيس الجامعة، تنظيم تكوينات خاصة تتوج بالحصول على دبلوم جامعي لفائدة 300 إطار، فضلا عن تكوينات للحصول على الماستر في جودة التعليم سيستفيد منها 100 إطار. واعتبرت السيدة العبيدة، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الاتفاقية تروم إحداث مسار تكويني متميز لأطر الوزارة يمكنهم من التطوير المستمر لكفاياتهم في مجال الجودة، ويفتح أمامهم آفاق أكاديمية رحبة للحصول على دبلوم جامعي أو ماستر، الشيء الذي يجعل الوزارة تتوفر على أطر مؤهلة قادرة على تطبيق النظام الوطني للجودة، وعلى تطويره على ضوء الدراسات والبحوث . وقالت إن الوزارة تلتزم ، بموجب هذه الاتفاقية ، بضمان مشاركة الأطر الإدارية والتربوية في دورات التكوين والأنشطة المرتبطة بها، وبتحديد لائحة المستفيدين من برنامج التكوين ( المكونون بمراكز التكوين ، المفتشون التربويون ) ، مع توفير قاعات مجهزة للتكوين . وأبرزت الأهمية الكبيرة التي تكتسيها مقاربات الجودة ، التي لم يقتصر نجاحها على مجال المقاولات بل تعداه إلى مجالات أخرى من بينها ميدان التربية والتكوين الذي قالت إنه انخرط في دينامية مقاربات الجودة، بحماس كبير وثقة راسخة، وبوعي قوي يقوم على أن ما نجح في المقاولة يمكن أن ينجح أيضا في الخدمات العمومية. وأضافت، في سياق متصل، أن المغرب كان دائما على وعي بأن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي انخرطت فيها البلاد لن تبلغ مداها إذا لم تتم مصاحبتها بإصلاح عميق لمنظومة التربية والتكوين. ومن جهته، اعتبر رئيس جامعة الحسن الثاني الدارالبيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الجامعة تلتزم، بموجب هذه الاتفاقية، بوضع برنامج للتكوين يعتمد المقاربة البيداغوجية، علاوة على تسخير شبكة علاقاتها الوطنية والدولية من أجل تأمين الدورات التكوينية. وقال إن الجامعة ستسخر أيضا خبرتها التي راكمتها من أجل إرساء نظام للجودة يشمل كل مجالات نظام التربية والتكوين الوطني. وأشار السيد الناصري إلى أن مفهوم إرساء نظام الجودة يروم تطوير كفايات الفاعلين في مجال التربية والتكوين، من أجل غرس ثقافة الجودة، مع اعتبار الموارد البشرية ركيزة أساسية للتنمية. وتم توقيع هذه الاتفافية على هامش يوم دراسي نظمته الوزارة والجامعة حول موضوع "إرساء نظام الجودة في مجال التربية والتكوين : السياسات والممارسات".