اختتمت، مساء أمس الأحد بمدينة العيون، فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لسباق الهجن، الذي نظمته جمعية الساقية الحمراء لسباق الهجن تحت شعار "خطوات راسخة من أجل استثمار الموروث". وتم خلال حفل الاختتام، الذي حضره عامل إقليم طرفاية السيد محمد الناجم ابهاي ورئيس مجلس جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء سيدي حمدي ولد الرشيد ووفد من سلطنة عمان يترأسه سفيرها بالمغرب، توزيع الجوائز على الفائزين في سباق الإبل الذي جرت منافساته النهائية على مستوى ثلاثة أصناف وهي "ازوزال" و"الصيادح" و"البعير". وحصل الفائزان بالمرتبة الأولى في صنفي "ازوزال" و"البعير" على جائزة عبارة عن سيارة خفيفة لكل واحد منهما، فيما حصل الفائز بالصف الأول في نهائيات صنف "الصيادح" " على سيارة رباعية الدفع. كما تم خلال هذا الحفل، الذي حضره أيضا العامل المكلف بالكتابة العامة السيد حميد الشرعي وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية وشخصيات أخرى، تسليم هدايا تذكارية لبعض الشخصيات التي ساهمت في إنجاح هذه التظاهرة. وحسب المنظمين فإن هذه التظاهرة، التي تم تنظيمها بتنسيق مع ولاية العيون بوجدور الساقية الحمراء ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووكالة الإنعاش والتنمية الإقتصادية والإجتماعية بالأقاليم الجنوبية، تروم النهوض بالموروث الثقافي وحمايته من الاندثار والمساهمة في النمو السياحي للجهة، وجعل سباق الهجن وتقنيات التدريب أكثر احترافية، إضافة إلى ربط الشباب بجذورهم، وتسليط الضوء على أهمية سباق الهجن في الحفاظ على التراث الصحراوي وإبراز ما تزخر به جهة بوجدور الساقية الحمراء في مجال تربية الإبل. ويتوخى المنظمون من إقامة هذا المهرجان، الذي نظم بدعم من المديرية العامة للجماعات المحلية والمكتب الشريف للفوسفاط والشركة الملكية لتشجيع الفرس، تحفيز ملاكي ومربي الإبل على الاهتمام بتربية الإبل باعتبارها أهم نشاط اقتصادي في جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء. كما تم في إطار هذه التظاهرة، التي عرفت مشاركة 300 متسابقا من جماعات بوكراع والدشيرة والحكونية وفم الواد والطاح والدورة وأخفنير بالإضافة إلى وفد من سلطنة عمان، تنظيم سوق للإبل مفتوح في وجه الكسابة والتجار الناشطين في تجارة الإبل. وتجسد هذه الرياضة الشعبية التي تجري منافساتها فوق مضمار رملي، تنطلق خلاله الإبل بسرعة قصوى تسمى "الركض والربعان" وتنهيه بسرعة أدنى تسمى " التهزئة أو الهزيل" ، قوة تحمل وشجاعة الإنسان الصحراوي وتبرز جانبا من علاقته الحميمية مع الجمل كرمز من رموز الثقافة الصحراوية وأحد ملامحها الحضارية والبيئية. ويعد سباق الإبل من التراث العربي الأصيل، وكان مظهرا من مظاهر القوة والبطولة ومصدرا للفخر والاعتزاز للقبائل في شتى أنحاء الجزيرة العربية، توارثه الأجيال وأحاطه المهتمون بعناية كبيرة ومنحوه المكانة اللائقة به بالنظر إلى ما تجسده من روح الاستمرارية في مجال المحافظة على التراث وصيانة كل ما يتعلق بالموروث الشعبي المرتبط بالعادات والتقاليد المهددة بالاندثار بفعل التمدن. وأصبحت هذه الرياضة الشعبية تنظم في حلبات وميادين خاصة تشبه ميادين سباق الخيل تشرف عليها لجن عليا تقوم بالتعرف على الإبل المشاركة فيها وفرزها في كل شوط حسب أعمارها وأجناسها وتتعرف على مربيها وأصحابها وأسمائها وتحديد الهجن الفائزة بالمراكز العشر الأوائل في كل شوط . ومن مزايا سباق الإبل، الاهتمام بتربيتها بشكل عام وإبل السباق بشكل خاص من أجل الحفاظ على التراث العربي الأصيل وتقوية الروابط بين أفراد المجتمع وتعزيز العلاقات فيما بينهم، وتشجيع الرحل على التوطين والاستقرار والرفع من قيمة الإبل الفائزة في السباق، وخلق روابط التواصل والتعاون بين البلدان والدول العربية المهتمة بتربية وسباقات الإبل. وتخصص لإبل السباق تغذية خاصة مركزة لها قيمة غذائية عالية تشتمل عادة على الشعير والمكسرات والعشب الجاف والذرة، إضافة إلى الفيتامينات والأملاح المعدنية.