أكد ممثل شبكة "ريفيس" (الشبكة الأوروبية لمدن وأقاليم الاقتصاد الاجتماعي)، السيد أوسامة لوكيلي، أن المقاولة الاجتماعية تعتبر آلية ناجعة لخلق مشاريع مدرة للدخل وتحقيق التنمية البشرية. وأضاف السيد لوكيلي، في كلمة ألقاها اليوم الجمعة، خلال افتتاح أشغال الدورة الثالثة للجامعة الربيعية التي ينظمها مركز التنمية لجهة تانسيفت حول موضوع "الشباب والمقاولة الاجتماعية"، أن من شأن هذه المقاولة، في ظل الأزمة الاقتصادية وتفاقم أزمة التشغيل، خلق فرص الشغل وتحقيق الاكتفاء الذاتي لدى الشباب حاملي المشاريع، فضلا عن كونها تعد مقاولة تضامنية تساعد في تشغيل الشباب حاملي الشهادات العليا والمتوسطة. وبعد أن نوه بهذه المبادرة، أوضح السيد لوكيلي أن مشاركة الشبكة الأوروبية في هذه التظاهرة تكمن في تقديم الدعم التقني والتكويني والمعنوي للشباب وعرض بعض المشاريع الناجحة على المستوى الأوروبي في مجال المقاولة الاجتماعية. من جانبه، أوضح عامل الإقليم السيد بوشعيب المتوكل أن من شأن مثل هذه المبادرات إشاعة ثقافة المبادرة الحرة لدى الشباب من أجل تحقيق التنمية وتشجيعهم على إبراز طاقاتهم المقاولاتية خاصة في ما يتعلق بالمقاولة الاجتماعية والتضامنية. وأشار إلى أنه في ظل الأزمة الاقتصادية ومعضلة البطالة وتراجع سوق الشغل، فإن المقاولة الاجتماعية الصغرى كفيلة بخلق مناصب للشغل وتحقيق الاكتفاء الذاتي لدى منشئيها، مذكرا، في هذا الإطار، بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تصب في صميم المقاولة الاجتماعية والتضامنية. ودعا عامل الإقليم، في هذا الصدد، الجهات المعنية إلى ضرورة تأهيل العنصر البشري خاصة الشباب وتمكينه من كل الوسائل الضرورية لخلق المقاولة الاجتماعية، وتشجيعه على استغلال المؤهلات والموارد التي تزخر بها كل جهة على حدة. من جهته، أكد رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، السيد أحمد الشهبوني، أن الغاية من هذه التظاهرة، المنظمة إلى غاية عاشر أبريل الجاري بتعاون مع جامعة القاضي عياض وعمالة إقليمالحوز ومؤسسة "فريدريش نيومان"، هو فتح المجال للشباب لاستيعاب مفهوم المقاولة الاجتماعية والتعرف على تحديات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني وتمكنيهم من اكتساب الوسائل الكفيلة بالإجابة على مختلف القضايا الاجتماعية. وأضاف أن أزيد من مائة شاب وشابة، مؤطرين بخبراء وفاعلين اجتماعيين، سينكبون حول آليات المقاولة الاجتماعية والوقوف على المؤهلات التي تزخر بها هذه المنطقة من أجل تطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني. وأوضح السيد الشهبوني أن المقاولة الاجتماعية تعني حاملي المشاريع المتجددة، وتقدم حلولا ناجعة للقضايا الاجتماعية بحيث تجمع بين المردودية الاقتصادية والبعد الاجتماعي لهذه المشاريع. وأجمعت باقي التدخلات على أنه في ظل النتائج السلبية المترتبة عن الأزمة الاقتصادية العالمية والتي أدت إلى أزمة التشغيل وزيادة معدلات الفقر والإقصاء الاجتماعي، فإن مشروع المقاولة بشكل متجدد يحظى باهتمام متزايد من خلال الاستثمار في المقاولة الاجتماعية على المستوى الدولي سواء بالدول المتقدمة أو النامية. وأشاروا إلى أن مفهوم "المقاولة الاجتماعية" يكتسي أهمية كبرى مقارنة مع الاقتصاد الليبيرالي، ويشكل نموذجا للتنمية المستدامة، مبرزين أن الاقتصاد الاجتماعي والتضامني يقدم رؤية بديلة تتكرس ضمن مفهوم جماعي وديمقراطي للمقاولة. وتشكل هذه التظاهرة، التي يشارك فيها أيضا شباب من فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وأساتذة جامعيون، فرصة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال المقاولة الاجتماعية وتقديم نماذج ناجحة للمقاولات العاملة في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب والخارج.