بسط العداؤون المغاربة سيطرتهم على المرحلة الثالثة للدورة ال26 لماراطون الرمال، التي ربطت امس الثلاثاء على مسافة 38 كلم بين منطقتي جبل لمراير وواد غريس، باحتلالهم المراكز الثلاثة الأولى بالنسبة للذكور، فيما استعادت الإسبانية روكا إيما نغمة الفوز بعد أن ضاع منها في المرحلة الثانية. فقد نجح محمد أحنصال، الفائز بالمرحلتين الأولى والثانية والحائز على لقب هذه التظاهرة الرياضية أربع مرات سنوات 1998 و2008 و2009 و2010، في تحقيق فوزه الثالث على التوالي بعدما اجتاز خط الوصول في زمن قدره 3 ساعات و29 دقائق و53 ثانية متبوعا بمواطنيه رشيد المرابطي، الذي حل ثانيا في المرحلة الأولى، (3س و30د و21ث) ومصطفى آيت عمار (3س و34د و07ث) متقدمين على الأردني سلامة الأقرع، أحد الوجوه المألوفة في ماراطون الرمال والتواق إلى تجريد أحنصال من لقبه، والذي اكتفى بالمركز الرابع (3س و34د و24ث). وكما كان متوقعا نهج العداؤون المغاربة، الذين ينحدرون جميعهم من المنطقة، أسلوبا ذكيا في التعامل مع ظروف هذه المرحلة الصعبة، التي على الرغم من كونها خلت نسبيا من العواصف الرملية، فقد تخللتها العديد من الحواجز الطبيعية التي تنوعت بين كثبان رملية وجبال ووديان جافة وأراضي كثيرة الحصى. فبمجرد ما أعطيت إشارة انطلاقة هذه المرحلة، التي سجلت انسحاب 13 مشاركا لأسباب مختلفة، أخذ الأردني الأقرع المبادرة، فيما آثر العداؤون المغاربة الثلاثة مراقبته إلى غاية نقطة المراقبة الأولى (2ر12 كلم) والتي عبرها بمفرده وبفارق حوالي 8 دقائق عن أحنصال وزميليه المرابطي وآيت عمار. ومباشرة بعد مغادرة نقطة المراقبة، رفع العداؤون المغاربة من إيقاعهم في محاولة للحاق بالأقرع وهو ما تحقق لهم على بعد ستة كيلومترات من نقطة المراقبة الثانية (5ر24 كلم) بل وتجازوه بعدما ظل طريقه وسط الكثبان الرملية قبل أن يعود ليعبر هذه النقطة متخلفا بدقيقة واحدة عن منافسيه المغاربة. وواصل هذا الرباعي تقدمه نحو نقطة المراقبة الثالثة (31 كلم) وسط منطقة جبلية تتوسطها معابر إما رملية أو كثيرة الحصى ليعبروها مجتمعين قبل أن تتفكك الكوكبة في الكيلومترات التسع الأخيرة حيث اعتمد كل منهم على إمكاناته الذاتية وأسلوبه الخاص ما أفرز فوز أحنصال بالمرحلة متقدما على مواطنيه المرابطي ب28ث وآيت عمار ب4د و14ث وسلامة الأقرع الرابع ب4د و31ث. وفي الترتيب العام المؤقت، وسع أحنصال الفارق بينه وبين زميله المرابطي، المحتل للمركز الثاني، إلى 5د و20ث فيما كسب أربع دقائق إضافية عن الأردني الأقرع، صاحب المركز الثالث، ليصبح 14د و56ث. ولدى الإناث، شهدت مرحلة امس صراعا ضاريا خاصة بين الإسبانية روكا إيما، الفائزة بالمرحلة الأولى، والفرنسية لورانس كلين، الأولى في المرحلة الثانية، حيث أخذت الإسبانية المبادرة مبكرا وحاولت كسب عدد كاف من الوقت عن منافستها وهو النهج الذي نجحت فيه إذ تمكنت من اجتياز نقطة المراقبة الأولى متقدمة بفارق يزيد عن 30 دقيقة. غير أن الفرنسية، ومباشرة بعد اجتيازها سلسلة الكثبان الرملية، نجحت في تقليص الفارق إلى عشر دقائق بعد نقطة المراقبة الثانية وهو ما أعطاها نفسا جديدا ساعدها في الاقتراب أكثر من منافستها لتعبر هذه النقطة بفارق لم يتجاوز دقيقة واحدة. وكانت المسافة بين نقطتي المراقبة الثانية والثالثة الأخيرة (7 كيلومترات) قمة في التشويق والإثارة بين منافستين لم يزدهن طول المسافة وصعوبة المرحلة، إلا إصرارا على الفوز بهذه المرحلة وهو ما تحقق للعداءة الفرنسية التي اجتازت خط النهاية في زمن قدره 4 ساعات و17 دقيقة و10 ثواني متقدمة بفارق دقيقة واحدة و35 ثانية عن لورانس، التي اكتفت بالمركز الثاني (4س و18د و45ث). أما المركز الثالث، فعاد للفرنسية صونيا فورتادو، صاحبة المركز الثاني في مرحلة أمس، بتوقيت 4س و45د و19ث، فيما اكتفت الإسبانية مونيكا أغيليرا، حاملة اللقب، بالمركز الخامس (4س و54د و34ث) في حين دخلت المغربية ديدي تودة سابعة (5س و31د و10ث). وعلى مستوى الترتيب العام، استعادت روكا مركز الصدارة برصيد 11س و31د و37ث، فيما تراجعت لورانس إلى المركز الثاني لكن بفارق بسيط 50 ثانية (11س و32د 27ث)، ما سيعطي باقي مراحل هذه الدورة نوعا من الإثارة والتشويق. وتأتي في المركز الثالث الإسبانية مونيكا (13س و8د و10ث) لكن بفارق 1س و36د و33ث عن روكا ولورانس، ما يعني أنه سيكون من الصعب عليها الحفاظ على اللقب، الذي في حوزتها. أما المغربية تودة (42 سنة) والتي سبق لها أن فازت مرتين بلقب هذا المراطون (2008 و2009)، فيبدو أنها لم تسترجع بعد كامل لياقتها واكتفت بالمركز السابع بتوقيت 5س و31د و10ث ولتتراجع في الترتيب العام برصيد 14س و26د و52ث أي بفارق كبير عن المراكز الثلاثة الأولى ب2س و55د و15ث. يذكر أن الوفود الإعلامية الوطنية والدولية المرافقة لقافلة الماراطون قامت بزيارة لمنطقة اجدايد حيث مقر دار الطفل والمرأة، التي ساهمت مؤسسة التضامن ماراطون الرمال في إحداثها قبل أربع سنوات، وهي تتكون من خمس غرف وتعنى بتعليم نساء المنطقة وعددهن حوالي 30 امرأة، فنون الخياطة وحياكة الزرابي ومحاربة الأمية وتلقين أطفالها (حوالي 20 طفلا) أبجديات القراءة والكتابة من طرف مجموعة من متطوعي أبناء المنطقة. وصادف زيارة الوفد، تواجد عدد من الجمعيات الفرنسية العاملة في مجال التضامن،والتي تقدم خدمات طبية لفائدة نساء وأطفال قرية اجدايد والقرى المجاورة لها وهي عبارة عن كشوفات في مختلف التخصصات وتزويد المرضى منهم بالأدوية اللازمة. كما وقف الوفد على ورش بناء مستوصف طبي سيرى النور قريبا وسيساهم في رفع العزلة عن سكان اجدايد والوافدين عليها خاصة الرحل. وتقام اليوم الأربعاء المرحلة الرابعة، التي تعتبر الأطول والأصعب على الإطلاق في هذه التظاهرة الرياضية التي تجمع بين ما هو رياضي وسياحي وبيئي واجتماعي، والتي ستربط على مسافة 82 كلم وعلى مدى يومين متواصلين، بين منطقتي واد غريس وريش مرزوك.