استهل العداء المغربي محمد أحنصال حملة الدفاع عن لقبه بطلا لماراطون الرمال بنجاح عقب فوزه بالمرحلة الأولى من الدورة ال26، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والتي ربطت امس الأحد بين منطقتي دار قاوة (20 شرق الريصاني) وكرسي ديال زايد على مسافة 33 كلم، والتي تميزت بتحقيق الإسبانية روكا إيما لإنجاز فاجأ جميع المتتبعين. وقطع أحنصال مسافة هذه المرحلة، التي كانت صعبة بكل المقاييس على اعتبار أن ال26 كلم منها وخاصة ال13 كلم الأولى (عرق الشبي) تشكلت من سلسلة من التلال الرملية الكبيرة، فيما كانت السبع كلومترات الأخيرة عبارة عن أرض منبسطة لكنها كثيرة الحصى إلى جانب عاملي الحرارة والرياح، في زمن قدره ساعتان و41 دقيقة و02 ثانية، متقدما على مواطنه رشيد المرابطي (2س و42د و15ث) والأردني سلامة الأقرع، الثاني في 2009 والثالث في 2008، (2س و51د و18ث). ونجح أحنصال، الفائز بلقب هذه التظاهرة الرياضية أربع مرات سنوات 1998 و2008 و2009 و2010، في الدخول في المركز الأول على الرغم من اجتيازه نقطة المراقبة الأولى في المركز الثاني (56د و38ث) خلف الأردني الأقرع بعشر ثواني. وكان أحنصال، الذي يحفظ المنطقة عن ظهر قلب، ذكيا في مسايرة إيقاع السباق حيث ترك المبادرة للعداء الأردني خاصة في ال13 كلم الأولى ليلحق به وسط الكثبان الرملية ويتجاوزه بل ويتقدم عليه بفارق سبع دقائق عند نقطة المراقبة الثانية في هذه المرحلة بفارق ضئيل من الثواني أمام العداء المغربي الآخر رشيد المرابطي، الذي يخوض أول تجربة له في هذا المراطون. وواصل إبن مدينة زاكورة تقدمه ليعبر خط نهاية هذه المرحلة، الصعبة والشاقة، في المركز الأول أمام مواطنه المرابطي بفارق دقيقة واحدة و13 ثانية وبعشر دقائق و16 ثانية أمام الأردني الأقرع. وقال أحنصال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن الفوز بهذه المرحلة لم يكن سهلا لعدة اعتبارات من بينها كون المرحلة الأولى عادة ما تكون صعبة وكذا الكثبان الرملية التي اجتاحت المنطقة خاصة على طول ال13 كلم الأولى وعامل الرياح القوية التي كانت تهب في الاتجاه المعاكس بيد أني حاولت أن أساير إيقاع السباق ومراقبة العدائين وعدم المغامرة منذ البداية نظرا لكون الماراطون لازال في بدايته". وأوضح "تركت المبادرة للعداء الأردني إلى غاية نقطة المراقبة الثانية حيث تمكنت رفقة زميلي رشيد المرابطي من تجاوزه بعدما أخذ منه العياء مأخذه" مشيرا إلى أنه سيعمل خلال المراحل الخمسة المقبلة على تعزيز صدارته على الرغم من كون المنافسة لن تكون سهلة. من جانبه, أكد الأقرع أن المرحلة كانت صعبة للغاية, مؤكدا أنه لم يواجه خلال مشاركاته الخمس الصعاب التي واجهها في مرحلة امس, "لقد حاولت رفع نسق السباق وأخذ المبادرة غير أن طول المسافة وكثرة الكثبان الرملية والرياح دون إغفال قوة العداء المغربي أحنصال كلها عوامل تكالبت علي لأتراجع بعدما شعرت بالعياء بعد نقطة المراقبة الثانية". وأوضح أن فارق العشر دقائق لا يشكل عائقا أمامه خاصة وأن الماراطون في بدايته وأن باقي المراحل لن تعرف مثل العوائق الطبيعية التي عرفتها مرحلة امس, وأنه سيعمل على تحقيق حلمه بالفوز بلقب هذه السنة. ولدى الإناث, أعلنت الإسبانية ايما روكا, بطلة العالم حسب الفرق في لحاق المغامرة الدولي 2010, نفسها كإحدى المنافسات القويات لنيل لقب هذه السنة بعدما تجاوزت في أول مشاركة لها مجموعة من الأسماء المرشحة كمواطنتها مونيكا أغيليرا (حاملة اللقب) والفرنسية لورنس كلين والهولندية جولندا لانسشوتن والمغربية ديدي تودة, التي اكتفت بالمركز السابع. وقطعت إيما المسافة في زمن قدره 3 ساعات و31 دقيقة و25 ثانية, متقدمة بفارق 3د و12ث عن الفرنسية لورانس كلين (3س و34د و37ث) وب23د و14ث عن مواطنتها مونيكا (3س و54د و11ث). أما العداءة ديدي تودة, حاملة اللقب سنتي 2008 و2009 والعائدة للمنافسة بعد انسحابها السنة الماضية بسبب المرض, فحلت في المركز السابع بتوقيت 4س و28د و38ث أي بفارق 1س و7د و13ث عن صاحبة المركز الأول. يذكر أن العداءة المغربية اضطرت للتوقف لعشر دقائق ولجأت إلى المركز الطبي التابع للماراطون والمتواجد عند نقطة المراقبة الثانية بعد شعورها ببعض الآلام على مستوى ساقيها حيث تلقت الإسعافات الأولية قبل أن تواصل العدو نحو خط النهاية. من جانبها, تأخرت مونيكا, التي تدفاع عن لقبها, بفارق 23د و9ث عن مواطنتها الفائزة بالمرحلة وهو ما سيفتح المنافسة على مصراعيها إلى جانب الفرنسية لورانس كلين. وتقام اليوم الإثنين المرحلة الثانية وستربط بين منطقتي كرسي ديال زايد وجبل لمراير على مسافة 38 كلم.