انطلق ، اليوم الثلاثاء بالرباط ، تمرين ميداني دولي لمحاكاة مواجهة حادث ناتج عن استعمال مواد مشعة، بهدف تعزيز القدرات الوطنية في مجال محاربة الاتجار غير الشرعي في المواد المشعة. وتنظم هذا التمرين المديرية العامة للوقاية المدنية التابعة لوزارة الداخلية والمركز الوطني للطاقة والعلوم التقنية النووية، بتنسيق تام مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون وبتعاون مع القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والقيادة العليا للدرك الملكي، والمديرية العامة للأمن الوطني، والمركز الوطني للحماية من المواد المشعة. وأبرز كاتب الدولة لدى وزير الداخلية السيد سعد حصار في حفل انطلاق هذا التمرين الذي يحمل إسم الرباط 2011، أن التجربة التي راكمتها قوات الأمن تستحق أن يتم إغناؤها وتوسيعها لتشمل جميع التهديدات، بما فيها تلك التي توظف المكونات النووية. وأشار إلى أن المغرب منخرط بحزم في الجهود الدولية لمحاربة جميع أشكال التطرف والإرهاب، باعتبارها تحديا كبيرا. وأضاف أن المغرب يتطور داخل منطقة معرضة لتحديات كبرى ترتبط بالأمن والاستقرار، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة الساحل والصحراء التي تشهد منذ عدة سنوات تناميا مقلقا للأنشطة الإرهابية تواكبه ممارسات واسعة النطاق للجريمة العابرة للحدود والاتجار في المخدرات والبشر، ومؤخرا احتجاز الرهائن. وذكر السيد حصار ، في هذا السياق ، أن الوزارة شرعت في برنامج واسع متعدد القطاعات والاختصاصات للوقاية ومحاربة جميع أشكال الإرهاب، مبرزا أن هذا البرنامج أعطى نتائج هامة تحقق معها تقدم ملموس. من جهته، أكد كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد محمد أوزين أن تنظيم هذا التمرين الدولي يشكل مساهمة ملموسة في تفعيل مبادئ المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي. وأوضح أن هدف هذه المبادرة التي انطلقت قبل أربع سنوات بالرباط، يتمثل أساسا في إرساء تعاون بين مختلف الدول الشريكة والمنظمات الدولية لإقامة شبكة قادرة على اتخاذ التدابير الملائمة ، على الصعيدين السياسي والعملياتي ، بغية إحداث خطوط دفاع قادرة على التأقلم رغم الطبيعة المتغيرة للتهديد. وأضاف أن انخراط المغرب لصالح الأمن والسلامة النووية ومحاربة تهريب المواد الإشعاعية جسده انضمامه للغالبية العظمى للاتفاقيات الدولية وباقي الأدوات القانونية المتعلقة بعدم الانتشار النووي ومحاربة الإرهاب. وأكدت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة السيدة أمينة بنخضرة من جانبها أن هذا التمرين الدولي الذي يحاكي الاستجابة لعمل إجرامي يستخدم موادا مشعة، يشكل خطوة هامة من أجل تعزيز عملي لجهود المغرب قي الوقاية ومحاربة التهديد النووي والإشعاعي. أما الكاتب العام المساعد الأمريكي المكلف ببرامج عدم الانتشار السيد سيمون لياماج فأبرز بدوره أن المغرب اضطلع بدور أساسي في إطار المبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي التي انطلقت سنة 2006 في المغرب وانخرط فيها حوالي 82 بلدا. وشدد على ضرورة تعزيز قدرات الدول من أجل مكافحة أفضل لتهريب المواد المشعة وإرساء تعاون بين الدول الشريكة على مستوى تبادل المعلومات والخبرة، فضلا عن تقاسم التجارب الناجحة. كما أعربت ممثلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن رغبة المنظمة في العمل مع المغرب من أجل النهوض بأنشطة السلامة النووية، مبرزة أن الوكالة تلتزم بالعمل مع المغرب على إحداث مركز يختص بهذا الشأن. وشارك في الحفل 150 خبيرا وطنيا ودوليا، ومسؤولون عسكريون، وولاة، وعمال، وممثلو السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط.