يشكل الاحتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية في 20 من مارس هذه السنة مناسبة للتذكير بفضاء عالمي يتجاوز بعده اللغوي إلى الإنساني في ظل احترام الحريات والتنوع الثقافي واللغوي. وتعمل المنظمة منذ نشأتها سنة 1970 على تعزيز اللغة الفرنسية والسلام والتنمية المستدامة لفائدة الناطقين باللغة الفرنسية في العالم والبالغ عددهم حوالي 200 مليون شخص من بينهم 72 مليون ينطقونها بصفة جزئية. كما أبرمت المنظمة 33 معاهدة تعاون مع منظمات دولية وإقليمية، وأسست حوارا دائما مع بقية اللغات الدولية الرئيسية كالانجليزية والبرتغالية والإسبانية والعربية. وخصصت المنظمة الدولية للفرنكوفونية هذه السنة احتفالات اليوم العالمي للفرنكوفونية للشباب، إذ قال أمينها العام السيد عبدو ضيوف، الرئيس السينغالي السابق في كلمته السنوية بالمناسبة "أهدي اليوم العالمي للفرنكوفونية إلى شباب جميع البلدان والقارات، إلى شباب العالم العربي الذي كانت له الشجاعة والعزيمة لتسطير وبطريقة سلمية، مسار الحرية السياسية والعدالة الاقتصادية والإجتماعية "، مواصلا تأكيده " إلى شبيبة لم يعد محكوم عليها أن تعيش متدحرجة بين اليأس والثورة ، ولكن إلى شبيبة أصبح بمقدورها أن تحمل وتجسد في كرامة وثقة، أملها الشرعي في مستقبل ملؤه الحرية والاستقرار والطمأنينة". فتصريح السيد عبدو ضيوف يؤكد من جديد أن المنظمة تنخرط في مسلسل إقرار السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان ضمن الشبكة الفرنكوفونية التي تضم 70 دولة وحكومات ( 56 عضوا و14 مراقبا)، وهو ما يمثل أكثر من ثلث الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة والتي تضم 870 مليون نسمة. يشار إلى أن الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية والمؤسسات الأربعة المتدخلة مباشرة في العمل الفرنكوفوني وهي الوكالة الجامعية للفرنكوفونية والقناة التلفزية الخامسة للعالم والجمعية العالمية لرؤساء البلديات الفرنكوفونيين وجامعة سنقور بالإسكندرية هي التي تتولى تنفيذ البرامج التي تعتمدها القمم الفرنكوفونية. وتحتل اللغة الفرنسية المرتبة التاسعة بين اللغات الأكثر نطقا في العالم، والمرتبة الأولى مع اللغة الانجليزية من حيث النطق في القارات الخمس والمرتبة الثالثة على شبكة الإنترنت بعد اللغتين الانجليزية والألمانية. فإذا كان -حسب المنظمة الدولية للفرنكوفونية- عدد الناطقين باللغة الفرنسية لا يتجاوز سنهم 30 سنة، فإن القارة الإفريقية تضم أكبر عدد للناطقين بها والبالغ عددهم 2ر96 مليون من مجموع البلدان الأعضاء بالمنظمة. كما تعتبر الفرنسية لغة رسمية في 32 دولة عضوا سواء لوحدها أو مع لغات أخرى، وكذا اللغة الأم الثانية في الإتحاد الأوروبي بعد اللغة الألمانية. وترتبط المنظمة الدولية للفرنكوفونية منذ سنة 1976 بعلاقة تعاون مع منظمة اليونيسكو في مجالات تنشيط التعددية اللغوية ونشر المعارف ومساندة وسائل الإعلام. وبرأي كويشيرو ماتسورا المدير العام السابق لليونيسكو، فإن المنظمة الدولية للفرنكوفونية تغطي مساحة واسعة بالغة الأهمية يمكن اعتبارها الشعاع الموجه للقيم التي نؤمن بها، موضحا أن الأهداف التي تسعى المنظمتان تحقيقها تتمثل خاصة في مجال التعليم والثقافة والعلوم وتكنولوجيات المعلومات المتعددة.