أكد الوزير الأول السيد عباس الفاسي،اليوم الخميس بالصخيرات،أن مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة سيكرس الحق لكل مواطن في العيش في وسط طبيعي سليم وبيئة متوازنة من خلال المحافظة وتنمية التراث الطبيعي والثقافي الذي يعد ملكا مشتركا للوطن وإرثا متداولا عبر الأجيال. وأوضح السيد الفاسي خلال ترؤسه للقاء وطني لاعطاء الانطلاقة الرسمية لمسلسل المشاورات حول مشروع الميثاق على مستوى جهات المملكة،أن هذا الحق يفرض بالضرورة التزامات وواجبات كل شخص طبيعي أو معنوي بتجنب الاضرار بالوسط الطبيعي والتراث المشترك والعمل على تثمينه وضمان ديمومته لفائدة الاجيال الحالية واللاحقة. وأضاف السيد الفاسي خلال هذا اللقاء،الذي حضره عدد من أعضاء الحكومة وممثلو الهيئات السياسية والمجتمع المدني والقطاع الصناعي وسفراء معتمدون بالرباط وشخصيات أخرى،أن هذا الميثاق يسعى إلى التأكيد على مجموعة من القيم والمبادئ الاساسية لتعزيز العمل والمبادرات والاستراتيجيات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أن المسلسل التشاوري بشأن مشروع الميثاق يتوخى تبادل الرأي من أجل إغنائه بالمقترحات على مستوى جهات المملكة لكي يصبح اداة مرجعية حضارية تخدم الحاضر والمستقبل. ودعا إلى الإصغاء إلى كل الآراء التي تنبثق من الواقع اليومي المعاش لدى الساكنة المحلية وأخذها بعين الاعتبار لتهيئ مشروع مجتمعي متكامل يستجيب لطموحات وتطلعات كل مكونات المجتمع المغربي ويجعل في صلب مباداراته رفاهية الأجيال الحالية واللاحقة. وذكر السيد الفاسي بأن وضع مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة جاء تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الواردة في خطاب العرش لسنة 2009 ،الذي دعا فيه جلالته الحكومة،إلى الانكباب على إعداد مشروع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف الحفاظ على مجالاتها ومحمياتها ومواردها الطبيعية ضمن تنمية مستدامة. واعتبر أن هذا الخطاب التاريخي يشكل دعامة سياسية لتعزيز المجهودات التي تبذلها الحكومة في الميدان البيئي التي ما فتئت توليه اهتماما بالغا. كما ذكر الوزير الأول بأهم البرامج التي وضعها المغرب والتي تعتمد على منظور مندمج للتنمية في كل ابعادها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية بهدف تحقيق التنمية المنشودة. وأشار في هذا الصدد إلى المخطط الاخضر ومخطط النجاعة الطاقية لتنمية الطاقات المتجددة،واستراتيجية مكافحة التصحر،ومخطط تنمية وحماية الثروات البحرية ,وتطوير النقل النظيف،وبرنامج التطهير السائل ومعالجة المياه العادمة واعادة استعمالها ,وتدبير ومعالجة النفايات الصلبة والتخلص منها والبرنامج الوطني للوقاية من التلوث الصناعي. من جهة أخرى،تم خلال هذا اللقاء تقديم الخطوط العريضة لمشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي يهدف إلى خلق دينامية جديدة واعادة التأكيد على أن المحافظة على البيئة ينبغى أن تشكل الانشغال الدائم لعموم المغاربة في مسلسل التنمية المستدامة . من جهة أخرى،تم عرض شريط وثائقي يبرز أهمية الحفاظ على البيئة كما تم بنفس المناسبة تقديم الموقع الالكتروني للميثاق. وتجدر الاشارة إلى أن المشاورات الجهوية حول مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ستجرى خلال الفترة ما بين 18 يناير الجاري و23 فبراير المقبل.