كتبت المجلة الأمريكية (فورين بوليسي ماغازين)، في نسختها الفرنسية الأخيرة، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعلن في الخطاب الذي وجهه إلى الأمة يوم تاسع مارس الجاري، إصلاحا دستوريا يعد بمثابة "ثورة حقيقية". وأكدت مجلة (فورين بوليسي ماغازين)، في مقال بعنوان "النموذج المغربي"، أن هذه الثورة التي تعكس "القناعات الديمقراطية الجلية" لجلالة الملك، تعد كذلك "نتاج تطور ونضج نظام سياسي جد متفرد". وسجلت المجلة أن "الإصلاح الدستوري يروم إعادة تحديد الصلاحيات، في اتجاه تقوية الهيئات المنتخبة والحكومة المنبثقة عنها"، معتبرة أن من شأن الدستور الجديد "الإجابة كذلك عن تطلعات تتعلق بالهوية، لاسيما بالنسبة للعنصر الأمازيغي، إلى جانب تطلعات اجتماعية وأخرى تتعلق بالمساواة بالنسبة للمرأة". وأوضح كاتب التحليل، السيد أحمد شراعي، عضو المجلس الإداري لمركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، أن المغرب سيكون "أحد أول دول العالم التي تتبنى الحقوق، ليس فقط الاقتصادية بل الإيكولوجية كذلك، ضمن قانونها الأساسي، باعتبارها الجيل الجديد لحقوق الإنسان". وأشارت المجلة إلى أن هذا البرنامج الواسع من الإصلاحات "يكرس بالفعل الإرادة الشعبية، والاقتراع العام كمصدر وحيد للسلطة ومشروعيتها"، مؤكدة أن "هذه الثورة الحاسمة تجعل من الاسثناء المغربي نموذجا". من جهة أخرى، أوضحت (فورين بوليسي ماغازين)، أنه من خلال القيام بمسلسل إصلاحات من هذا القبيل، فإن المغرب يتوجه إلى أوروبا والعالم الغربي على العموم، "أولا من أجل وضع حد للتمييز الذي توخى جعل المشارقة مترددين حاليا إزاء الديمقراطية، ومن ثم طرح مسألة التنمية المشتركة بشكل صريح". وأكدت المجلة أن الدمقرطة غير قابلة للاستدامة في معزل عن إرضاء الانتظارات الاجتماعية الكبرى، داعية، في هذا الإطار، إلى دعم هذا المسلسل في أفق بلورة "مخطط مارشال" حقيقي بالنسبة للدول العربية. ويتعلق الأمر هنا، يضيف كاتب المقال، "ليس فقط بقضية إثنية، لكن كذلك بمخطط اقتصادي متبصر يروم إحداث منطقة ازدهار جديدة، وإعطاء نفس جديد للاقتصاد العالمي عبر دعم الديمقراطية". وفي نفس العدد الفرنسي من مجلة (فورين بوليسي ماغازين)، أكد الصحفي الأمريكي وكاتب المقالات الأكثر رواجا على لائحة نيويورك تايمز، ريشارد مينتير، أن المغرب ظل في منآى عن الثورات الشعبية التي اجتاحت بلدانا أخرى في المنطقة العربية، موضحا أن هذا الأمر يرجع إلى برنامج الإصلاحات الواسع الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش. وقال في هذا الصدد، "لنأخذ نموذج الداخلة التي كانت في السابق مركزا يوجد على أطراف الكتبان الرملية اللامتناهية، والتي تشهد اليوم طفرة اقتصادية بفضل البرامج التنموية الطموحة التي أطلقها عاهل البلاد"، مشيرا، على الخصوص، إلى إحداث وحدات سكنية جديدة، ومطار جديد وبنية تحتية مينائية كلفت ملياري دولار، والتي استقطبت مستثمرين أجانب وأنعشت سوق الشغل وبالتالي أحيت الآمال.