أجمع المشاركون في الملتقى الوطني ،الذي احتضنه الرباط اليوم الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن مراجعة مدونة الانتخابات الحالية في أفق الاعداد للاستحقاقات التشريعية المقبلة، أضحت مسألة ضرورية لترسيخ مكانة المرأة في المشهد السياسي ورفع نسبتها في المؤسسات المنتخبة. واعتبر المشاركون في هذا الملتقى الوطني ،المنظم على مدى يومين تحت شعار "تعزيز دور المرأة في صنع القرار" من قبل جمعية النساء الحركيات بشراكة مع منظمة فريدريش ناومان،أن من شأن هذه الخطوة أن تضمن للمرأة، ومن موقع مراكز القرار، المساهمة في سن القوانين ووضع البرامج والمشاريع التي بإمكانها التصدي للتوجهات التي تستهدف حقوق المرأة واجتثاث كل ما من شأنه الحط من قدرتها على الخلق والإبداع والمساهمة في تحديث ودمقرطة المجتمع. وسجلوا أن المغرب حقق قفزة نوعية في تعاطيه مع المسألة النسائية بفضل الإصلاحات التي باشرها خلال العشرية الأخيرة، حيث أصبحت قضية المرأة تحظى باهتمام متزايد على صعيد المخططات والاستراتيجيات العمومية الهادفة إلى تفعيل مقاربة النوع في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. ولاحظوا أنه على الرغم من هذا التطور فإن التدابير والإجراءات التي اتخذت من أجل توسيع المشاركة النسائية في الحياة السياسية ورفع نسبة تمثيليتها في المؤسسات الانتخابية لاتلبي طموحات وتطلعات النساء، موضحين أن نسبة الكوطا المخصصة للنساء في مجلس النواب لم يتم رفعها منذ سنة 2002، كما أن نسبة تمثيليتهن في المجالس الجماعية لم تتجاوز عتبة 12 في المائة . ودعا المشاركون، من جهة أخرى، إلى انخراط المرأة في مشروع الجهوية الموسعة بالنظر إلى الأهمية التي تكتسيها في إرساء أسس النمو الاقتصادي والاجتماعي المتكافئ، مطالبين بجعل مشروع الجهوية دعامة صلبة لتفعيل الإصلاحات التي همت قضايا المرأة على المستوى الجهوي والمحلي في سياق ترجمة مقاربة النوع الاجتماعي في البرامج والمخططات الجهوية. و في كلمة بالمناسبة ، اعتبر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية السيد امحند العنصر أن نسبة 10 في المائة من النساء بالبرلمان غير كافية، معربا عن أمله في تحقيق حضور وازن للمرأة والانتهاء من نظام (الكوطا) في أفق الوصول إلى المساواة الحقيقية المبنية على مبدأ (امرأ-رجل) في اللوائح الانتخابية. ولاحظ أن المرأة المغربية حققت مكاسب كبيرة وحيوية بفضل كفاحها، مشيرا إلى أن "المسيرة لم تنته بعد لأن تواجدها بمراكز القرار لا زال ضعيفا" . وشدد على أنه بإمكان المرأة باعتبارها مربية للنشأ، أن تضطلع بدور كبير في توعية الشباب وتأطيره في مطالبه المشروعة . من جانبها، أكدت رئيسة جمعية النساء الحركيات، السيد نزهة الشكاف أن المغرب حقق خلال العشرية الأخيرة عدة مكتسبات لفائدة النساء، موضحة أنها تظل بالرغم من ذلك غير كافية للنهوض بأوضاع المرأة وتمكينها من فرض الذات، لاسيما في مجالات جغرافية تعاني من الهشاشة الاجتماعية ومن مظاهر الإقصاء والتهميش. وأكدت أن السياسات العمومية تحتاج إلى مضاعفة الجهود ومعالجة الاختلالات التي تعيق تحقيق المساواة بين الجنسين، مثيرة الانتباه إلى أن المرحلة تقتضي إعادة النظر في مدونة الانتخابات بما يفضي إلى تعزيز مكانة المرأة في المؤسسات المنتخبة وفي مراكز القرار. وشهد اليوم الاول من هذا الملتقى تنظيم ثلاثة ورشات ،تم خلالها مناقشة مواضيع ترتبط ب" مدونة الانتخابات ورهان تعزيز تمثيلية النساء " و " أي دور للمرأة في الجهوية الموسعة " و " من أجل سياسات حكومية أساسها الانصاف والمساواة ".