نظمت "شبكة نساء من أجل النساء" اليوم السبت بالرباط، الملتقى الوطني الثاني حول المشاركة السياسية للنساء في أفق انتخابات 2012، تحت شعار: "معا من أجل المناصفة في المؤسسات الحزبية والمنتخبة". وقالت السيدة نزهة العلوي، المنسقة الوطنية ل"شبكة نساء من أجل النساء" في كلمة لها بهذه المناسبة، أن الشبكة ارتأت تنظيم الملتقى الوطني الثاني، تخليدا لليوم الوطني للمرأة المغربية الذي يصادف 10 أكتوبر من كل سنة، بمشاركة ممثلات الشبكات المحلية التي تم تأسيسها في كل جهات المملكة، بهدف التداول والنقاش حول مجموعة من المواضيع، ومحاولة إيجاد أجوبة للعديد من الأسئلة الملحة. وأضافت السيدة العلوي، أن من بين هذه المواضيع، موقع النساء المغربيات في الأجهزة الحزبية والنقابية، ومعيقات ولوج النساء لمواقع القرار، والمعايير التي يمكن اعتمادها لتعزيز آلية (الكوطا) وحصيلة المشاركة السياسية للنساء في ظل القوانين الانتخابية، وكذا المهام المطروحة على الشبكة لتطوير المشاركة السياسية النسائية. وأوضحت أن شبكة نساء من أجل النساء، التي كان تأسيسها في سياق الاستعداد لانتخابات يونيو 2009، ترافعت من أجل إقرار آلية الميز الإيجابي وقدمت جملة من مقترحات التعديل على مدونة الانتخابات، ثم عملت على تكوين 1040 امرأة مرشحة محتملة استعدادا آنذاك لخوض غمار الحملة الانتخابية. وأبرزت أن الشبكة قامت كذلك بعد ظهور نتائج الانتخابات بتكوين العديد من المستشارات الجماعيات عبر كل جهات المغرب، وإلى حدود نهاية شهر شتنبر الماضي قارب عددهن 800 مستشارة. وأشارت إلى أنه من خلال الدورات التكوينية المنظمة والتي شملت مواضيع الحكامة وقضايا التنمية المحلية، إلى جانب التمكن من القوانين المنظمة للشأن المحلي، برزت حاجة المستشارات إلى المرافقة والتتبع والتكوين المستمر، تعزيزا وتقوية لدورهن في المجالس، كما برزت أيضا حاجتهن للإنتظام ضمن جمعيات المستشارات الجماعيات. ومن جهة أخرى، اعتبرت السيدة العلوي، أن سنة 2002 و2009 محطتان بارزتان في تاريخ المغرب وتاريخ الحركة النسائية، إذ اقترنتا بتحقيق قفزة كبرى في مجال التمثيلية السياسية للنساء بمجلس النواب ثم المجالس المحلية. وأكدت أن إصرار النساء المغربيات وعملهن المستمر، أدى إلى إدراج مسألة التمثيلية السياسية للنساء ضمن كل النقاشات العمومية التي عرفتها الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تبني المغرب لمقاربة الميز الإيجابي الذي تمت ترجمته عبر اللائحة الوطنية سنة 2002. وتميز هذا اللقاء بعرض شريط حول شبكة نساء من أجل النساء، يقدم لمحة حول مهام الشبكة وأهدافها والمقاربة التي تعتمدها، إضافة إلى الأنشطة التي تقوم بها لمرافقة ودعم النساء المرشحات خلال الحملات الانتخابية والتحسيس بأهمية تواجدهن في كل مراكز صنع القرار. كما تم تقديم عرضين، تطرق أولهما إلى "القوانين الانتخابية وتمثيلية النساء في المؤسسات المنتخبة" ، في حين تطرق الثاني ل"قانون الأحزاب ومشاركة النساء في المؤسسات الحزبية والمنتخبة". وأبرز هذين العرضين ملامح العمل الحزبي بالمغرب، ومسار المشاركة السياسية للمرأة المغربية والمؤشرات التي تدل على تطور مشاركتها السياسية وبعض الاقتراحات للرفع من التمثيلية السياسية للنساء. يذكر أن برنامج هذا الملتقى يتضمن كذلك، تنظيم ورشات حول "قانون الأحزاب" و"القوانين الانتخابية".