يبحث أزيد من ثلاثين خبيرا دوليا في عالم البيئة البحرية، في الدارالبيضاء من 11 إلى 13 يناير الجاري، تطور الأنشطة العلمية المعتمدة في حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والمنطقة المتاخمة للمحيط الأطلسي والرامية إلى حماية الحيتان من الأضرار البشرية المحدقة بها. وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري السيد عزيز أخنوش، في كلمة له بمناسبة انطلاق أشغال الدورة السادسة للجنة العلمية للاتفاق حول حماية الحيتان في حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والمنطقة المتاخمة للمحيط الأطلسي (أكوبامس)، على مشاطرة المغرب المجموعة الدولية بخصوص انشغالاتها في هذا الشأن.
وأوضح الوزير، في كلمة ألقاها نيابة عنه السيد عبد الواحد بنعبو مدير التعاون والشؤون القانونية بقطاع الصيد البحري، أن المغرب يحظى بشرف احتضان أشغال هذه اللجنة العلمية في دورتها السادسة بعد ظرفية حساسة اتسمت بعدم إصدار أي توجيهات محددة وخاصة بالمحيطات والبحار من قبل مؤتمر المناخ المنعقد بكوبنهاغن في دجنبر الماضي.
وقال "إن قلقنا وانشغالاتنا بشأن مستقبل الثدييات البحرية يبرره التطور المزعج لبعض العوامل التي تمس حياة ونمو هذه الفصيلة التي تتهددها مخاطر عديدة تعرضها إلى النفوق وذلك على الرغم من عدم استهدافها بغرض الصيد".
وأشار إلى أن الحيتان تذهب ضحية الحوادث المترتبة عن أنشطة الصيد والتلوث والملاحة التجارية وغيرها، مما جعل الجهود الأممية تنصب حول حمايتها لأسباب ليس فقط علمية أو إيكولوجية، وإنما أيضا ثقافية وأخلاقية، حيث انكبت العديد من المنظمات والهيئات على دراسة فصيلة الحيتان، التي تضم 82 نوعا، وذلك بهدف تقييم الوضع الراهن لمجموعاتها.
وأضاف أن الاتفاق حول حماية الحيتان في حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والمنطقة المتاخمة للمحيط الأطلسي، الذي وقعه المغرب سنة 1999، لم يدخر جهدا لمساعدة البلدان الأعضاء على وضع التدابير العلمية والقانونية لحماية التراث البيولوجي للحيتان.
وأكد أن المغرب يدعم التوصيات الرامية إلى حماية الثروات البحرية وضرورة ضمان استمراريتها من خلال برامج في بحوث متعددة الاختصاصات دوليا وجهويا، معربا عن أمله في أن تنهي الدورة السادسة للجنة العلمية للاتفاق حول حماية الحيتان في حوض البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والمنطقة المتاخمة للمحيط الأطلسي أشغالها بخلاصات علمية ملموسة بشأن الوضعية الراهنة لمجموعات الحيتان، ليتسنى بذلك تطوير عمليات واستراتيجيات جديدة لضمان سياسة حمائية لهذه الفصيلة من الأسماك.
من جهته، استعرض السيد عبد اللطيف برحو المدير العام للمعهد الوطني للبحث العلمي والصيد البحري، الأنشطة والبرامج التي يعتمدها هذا الأخير لحماية الحيتان من الأضرار المحدقة بها في محيط الصيد، مبرزا أن المعهد يتوفر على شبكة على طول البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي مكنته من جمع العديد من المعطيات التي سيتبادلها مع البلدان الموقعة على الاتفاق آنف الذكر.
وأوضح أن المغرب يقوم بتجارب تروم الحد من الأضرار المحدقة بالحيتان والصيادين في ذات الوقت، مشيرا إلى أن البحارة وخاصة منهم صيادو سمك السردين، يعانون من مجموعة من الأضرار المترتبة عن هجوم الحيتان على معدات الصيد (الشباك) تنجم عنها خسارات اقتصادية كبرى تصل إلى ملايين الدراهم.
وأشار إلى أن المعهد الوطني للبحث العلمي والصيد البحري يقوم عبر مركزه الجهوي بمدينة الناضور بتجربة ميدانية يوظف فيها تجهيزات تعمل بالصدى في المحيط المخصص للصيد، ليتعرف من خلالها عن مدى تأثيرها على سلوكيات الحيتان، وهل ستلجأ هذه الأخيرة إلى إخلاء محيط الصيد قبل أن يصيبها أي ضرر أثناء نشاط البحارة.
وأكد السيد برحو أن هذه التجربة، التي يأمل أن ترفع الجهات الوصية من حجم الميزانية المخصصة لها، تعد نموذجية، حيث سيتم تعميمها في حالة نجاحها على مجموع البلدان العضو في الاتفاقية الأممية بشأن حماية الحيتان.
وأضاف أن مضيق جبل طارق يشهد نشاطا آخر يتعلق بحماية الدلفين الأعظم (الأوركا) الذي يهاجم سمك التون بعد صيده من طرف القوارب التقليدية المتمركزة في القصر الصغير، إلى جانب الحملة التحسيسية التي يقوم بها المعهد لفائدة الصيادين بغرض حثهم على حماية الحيتان واعتبارها مكونا أساسيا في التغذية.