أكد المنسق العام للدورة السابعة للأيام الدولية للتسويق الحديث السيد محمد بنموسى أن التجارب الدولية حول الجهوية ،التي يتم تقديمها خلال هذه الدورة بالسمارة ستمكن من استخلاص مجموعة من الأفكار يمكن بلورتها في إطار جهوية مغربية صرفة. وقال السيد بنموسى ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، على هامش هذه الدورة التي تنظمها جامعة القاضي عياض بدعم من وكالة الإنعاش والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالأقاليم الجنوبية للمملكة على مدى أربعة أيام ، إن هذه التظاهرة العلمية تكتسي طابعا خاصا بالنظر إلى الموضوع الهام الذي تناقشه وما سيتمخض عنها من توصيات. وأضاف أن المشاركة المتميزة لمجموعة من الأساتذة الجامعيين ومختصين وطلبة من دول أجنبية في هذه الدورة ، التي انطلقت يوم الثلاثاء تحت شعار " دور التسويق الترابي في تنمية الجهوية والحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمغرب.. مقارنة مع تجارب دولية " ، ستمكنهم من تقييم تجارب بلدانهم وتقديم نظرة شمولية بخصوص التطور الذي تعرفه الجهوية الموسعة والحكم الذاتي. وسجل السيد بنموسى، وهو أستاذ مادة العلوم الاقتصادية والتسيير بكلية العلوم القانونية بجامعة القاضي عياض ومؤسس هذه التظاهرة ، أن 17 دولة أوروبية تعتمد أنماط من الجهوية الموسعة والحكم الذاتي تختلف من دولة لأخرى بل قد تختلف حتى داخل الدولة نفسها ، مستعرضا تجارب دول أمريكا وكندا واستراليا والصين وغيرها من الدول الأسيوية. وأشار إلى أن هذه الأيام الدراسية ستتوج بإصدار مؤلف حول دور التسويق الترابي في تنمية الجهوية والحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمغرب مما سيمكن من إعطاء صورة حقيقية حول واقع التسويق الحديث بعدد من القطاعات بهذه الأقاليم. وأكد السيد بنموسى أن تنظيم هذا اللقاء بمدينة السمارة يهدف بالأساس إلى إبراز مؤهلات هذا الإقليم والعمل على تشجيع هذه المنطقة التي تختزن ثلاث قطاعات تنموية واعدة، تشمل السياحة والصناعة التقليدية والفلاحة، وهم ما يتطلب تضافر جهود جميع المتدخلين من أجل النهوض بها وإعطائها دفعة قوية حتى تتمكن من استقطاب مستثمرين مغاربة وأجانب. وذكر، من جهة أخرى ، أن إقليمالسمارة يقوم على حضارة تعود لستة آلاف سنة قبل التاريخ مما يتستوجب بلورة فكرة تسويق هذا المنتوج داخل الوطن وخارجه ، معبرا عن يقينه بأن هذا المبادرة ستعرف إقبالا من طرف المستثمرين المهنيين في السياحة التاريخية . ومن جانبه اعتبر السيد لمراني زنطارعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش ، في حديث مماثل ، أن التسويق الترابي الحديث يعد من أهم الأدوات في التنمية وفي الجهوية في الوقت الراهن، مبرزا أن الحضور القوي لمجموعة من الأساتذة الجامعيين ومختصين من عدة دول في هذه التظاهرة يهدف بالأساس إلى الاطلاع على تجارب بلدانهم حول الجهوية. وأوضح أن فكرة الجهوية ليست وليد اليوم بالمغرب بل لقد تم اعتماد نظام الجهوية بالمملكة منذ السبعينيات وتم تطويرها بشكل كبير سنة 2002 باعتبارها أفضل وسيلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وبالتالي السبيل الأمثل لتطوير البلد وخلق منافسة حقيقية بين جهات المملكة. وحول إشراك الجامعات الدولية في هذه التظاهرة أشار السيد زنطار إلى أن ذلك يندرج في إطار إتاحة الفرصة لطلبة الماستر والسلك الثالث بالجامعات والمعاهد المغربية لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب نظرائهم من جنسيات مختلفة. ويشارك في هذه الدورة ، المنظمة بتنسيق مع عمالة إقليمالسمارة ، أزيد من 350 من الطلبة والأساتذة الجامعيين يمثلون ، إضافة إلى المغرب، حوالي ثلاثين دولة .