انطلقت اليوم الثلاثاء بالسمارة فعاليات الدورة السابعة للأيام الدولية للتسويق بمدينة السمارة التي تنظمها جامعة القاضي عياض تحت شعار "دور التسويق الترابي في تنمية الجهوية الموسعة والحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة.. مقارنة مع تجارب دولية ". ويهدف هذا اللقاء الذي تشارك فيه حوالي 30 دولة من القارات الخمس والتي لها تجارب رائدة في مجال الجهوية ، إلى كسب مفاهيم أساسية تهم مجموعة من التجارب الدولية، وتقييم المهارات والمؤهلات القطاعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، وكذا إبراز مدى إمكانية جعل هذه التجارب مقياسا داخل البلدان المشاركة في هذه الدورة. وأبرز عامل إقليمالسمارة السيد محمد سالم الصبتي في كلمة بالمنسبة ، أن موضوع هذا اللقاء يتسم بالأهمية والراهنية لكونه يلامس تجربة اللامركزية التي تعد ورشا هيكليا كبيرا يتوخى تحقيق تحول نوعي وتغيير عميق في أنماط الحكامة الترابية، مشيرا إلى أن تجربة اللامركزية بالمغرب قطعت أشواطا كبيرة وحققت تراكمات هامة سواء على مستوى تعزيز وتوسيع الصلاحيات العامة أوعلى مستوى تطوير مواردها المادية والبشرية وتدعيم وتعزيز استقلالية التدبير. وأكد أن الحديث عن التسويق الترابي في ارتباطه مع الجهوية الموسعة والحكم الذاتي يضعنا في عمق الحديث عن المسألة التنموية لكن من منظور غير تقليدي سواء على المستوى المفاهيمي أو على مستوى المقاربة العلمية ، مضيفا أن التطور المجتمعي الذي يعرفه المغرب يطرح اليوم على الجماعات المحلية تحديات جمة تشمل إعمال آليات متطورة ومناهج جديدة على مستوى التدبير حتى تتمكن من لعب وظائفها الاقتصادية والإستراتيجية كاملة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الواقع المحلي. وشدد على أن الحديث عن التسويق الترابي بالأقاليم الجنوبية لايستقيم دون الإشارة إلى دور وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بأقاليم الجنوب للمملكة التي أصبحت اليوم رقما مهما في معادلة التنمية الجهوية بهذه الأقاليم، مبرزا أنها راكمت منذ إحداثها سنة 2002 تجربة مهمة في التسويق الترابي وساهمت بشكل كبير في التنشيط للعملية التنموية وتعزيز التنسيق بين المتدخلين وتحقيق قدر مهم من الالتقائية والتكامل على مستوى البرامج والأنشطة. ومن جهته أكد رئيس مجلس جهة كلميمالسمارة السيد عمر بوعيدة أن نظرية التسويق الترابي تفرض إعداد سياسة تواصلية للتعريف بالجهة والامتيازات التي تخولها للمنشآت الإنتاجية من خلال تقديم معلومات تتميز بالتنوع والتكامل، وتتسم بالانسجام والتنظيم والتشارك والوضوح لجلب المستثمر، ووضع خطة واضحة ودقيقة بهدف تحقيق منافع كبرى على المستوى الاقتصادي والاجتماعي بهذه المنطقة. وأشار إلى أن هذا اللقاء، الذي يهدف إلى بلورة تصور واضح لتطوير مقاربة معمقة لفهم سوق الاستثمار وتدارك الخصاص المسجل على صعيد المؤشرات السوسيو اقتصادية، يأتي في سياق التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب، وكذلك تماشيا مع الرهانات والتحديات التي بات يطرحها عامل تدبير المجال بما يتماشى ومقومات الحكامة الجيدة . ومن جانبه اعتبر رئيس المجلس الإقليميبالسمارة السيد محمد سالم لبيهي ،الجهوية الموسعة لبنة أخرى من لبنات بناء الصرح الديمقراطي بالمملكة المغربية وآلية متميزة لإرساء حكامة محلية متناسقة تستجيب لتطلعات الأفراد والجماعات وتساهم في تسيير الشأن المحلي . ونوه باختيار موضوع التسويق الترابي في تطوير الجهوية الموسعة بالأقاليم الجنوبية للتعريف بالمقومات والإمكانيات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الأقاليم، داعيا إلى عقد شراكات مع جامعة القاضي عياض قصد إنجاز العديد من البحوث حول المنطقة للمساهمة في التنمية المحلية في مختلف المجالات والاستفادة من التجارب والخبرات الناجحة، والتركيز على إنجاز دراسة معمقة خاصة بالنهوض بقطاع الاستثمار بهذه المنطقة قصد تلبية انتظارات المستثمرين الراغبين في إنجاز مشاريعهم بتراب هذا الإقليم مع التعريف بالمؤهلات الاقتصادية التي من شأنها المساهمة في بلورة إستراتيجية إنعاش الاستثمار . وقد القى الدكتور محمد بنموسى المنسق العام للدورة ، عرضا حول اعتماد عدد من الدول عبر العالم لتجربة الجهوية الموسعة التي تتخذ أشكالا مختلفة من دولة لأخرى بل حتى داخل نفس الدولة. وستتواصل أشغال هذه الأيام الدولية، التي حضرها نائب رئيس جامعة القاضي عياض محمد العربي سيد مو وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بتقديم تجارب وفود الدول والجهات المشاركة .