شدد خبراء على أن الوقت حان لتبني مقاربة جديدة لملف الصحراء تعتمد التنمية الاقتصادية على أسس علمية، عوض التركيز على الجانب السياسي بتعقيداته الكثيرة. واعتبر البشير الدخيل، رئيس منتدى البدائل الدولية والمعتقل السابق لدى البوليساريو، أن مبادرة جامعة القاضي عياض بمراكش بعقد دورة لتنمية المقاولة بالأقاليم الجنوبية هي مبادرة متميزة، ومن شأنها الإسهام في تجاوز العراقيل التي تسببت فيها «سياسات الترقيع التي مورست لفترات طويلة من الزمن». وأوضح المتحدث أن «مشكل الصحراء هو أساسا مشكل تنموي»، مبرزا أنه لا يعقل أن تسجل نسبة بطالة مرتفعة داخل منطقة تقارب مساحتها 54 في المائة من المساحة الإجمالية للمغرب. وكانت جامعة القاضي عياض قد أنهت يوم 28 فبراير الأخير أشغال الدورة الدولية الخامسة للتسويق وتنمية المقاولة التي نظمتها بمدينة العيون. وأكد محمد بنموسى، مؤسس اللجنة المشرفة، أن الدورة السادسة ستحتضنها مدينة الداخلة شهر فبراير 2010، موضحا أن الاستعدادات جارية لإجراء الاتصالات مع عدد من الجامعات الأوروبية والدولية لتنظيم مشاركتها. وأوضح بنموسى، في تصريح ل«المساء»، أن الدورة ستنعقد تحت شعار «علاقة المقاولة بالمستهلك»، بعد أن حملت دورة العيون الأخيرة شعار «تطبيقات التسويق الحديث في الأقاليم الجنوبية»، وجمعت طلبة وأساتذة باحثين تجاوز عددهم 350 شخصا ينتمون إلى 20 دولة. وينتظر أن تشارك 12 دولة في دورة الداخلة، من بينها الصين وهنغاريا ودول المغرب العربي وفرنسا. واعترف بنموسى بأن تواصل باحثي مراكش مع المقاولات في الأقاليم الجنوبية لأربعة شهور مكنت من الوقوف على مشاكل عديدة تعرفها البنية المقاولاتية بالجنوب المغربي، منها أساسا ضعف هيكلة المقاولة وضعف تكوين المسيرين، إلى جانب غياب رؤية واضحة للانفتاح على السوق الأجنبي واستغلال آليات التسويق الحديثة لتحقيق هذا الهدف. وحول أهمية المقاربة الاقتصادية في ملف الصحراء، قال بنموسى: «مما لا شك فيه أن تطوير المقاولات يعني بالضرورة دفع عجلة التنمية إلى الأمام، وهو ما سينعكس إيجابا على مصلحة المواطنين ومستواهم المعيشي في نهاية المطاف». يذكر أن الدورة الخامسة احتضنتها مدينة العيون على مدى 3 أيام (25 – 28 فبراير 2009)، ناقش خلالها الباحثون الأساليب الحديثة في التسويق ودورها الفعال في تنمية المقاولات في جنوب المغرب.