عقد المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بروما، على مدى ثلاثة أيام، دورة تكوينية لفائدة 71 إماما ومرشدة من مختلف جهات إيطاليا، خصصت للتحسيس بالواقع الحضاري والثقافي الأوروبي. وتميزت هذه الدورة بالكلمة التوجيهية التي ألقاها رئيس المجلس السيد الطاهر التجكاني، خلال الجلسة الافتتاحية، والتي أكد من خلالها على أهمية "الوعي بتاريخ الأفكار في أوروبا، والسياق الاجتماعي الذي أنتجها، وكذا بالمؤسسات التي تسهر على صياغتها في شكل قوانين وسياسات عمومية وبرامج تربوية ومجتمعية". وأضاف السيد التجكاني أن هذا الوعي سيساهم في توفير الظروف الملائمة للتعايش، مشيرا إلى أن "المسلمين أصبحوا شركاء في المواطنة يقتسمون الفضاء مع غيرهم من أبناء المجتمع الأوروبي". وناقشت الدورة، التي عرفت مشاركة رؤساء فيدراليات المراكز والجمعيات الإسلامية بايطاليا، مواضيع تمحورت حول "التأثير والثأثر الحاصل بين فقه الواقع وفقه التنزيل" و"المسلمون في الغرب .. الواقع والتحديات" و"مدخل إلى الواقع الحضاري والثقافي في أوروبا". وأكد المشاركون في ختام هذا اللقاء، الذي يعد الأول من نوعه بايطاليا، على أهمية مواصلة التعمق في فهم الواقع وربطه بفقه التنزيل، وتشجيع مواصلة الحوار مع الآخر على اختلاف مشاربه، والعمل على إشاعة القيم الانسانية المشتركة والتعاون مع كل الجهات التي تعمل لصالح المجتمع. وشددوا على أهمية ترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل بين كل مكونات المجتمع، وبث ثقافة التعايش والتواصل بين كل أطيافه.